صورة لمظاهرات حاشدة في مدينة حماة تطالب بإسقاط النظام السوري القمعي
موقف الكويت الرسمي من الأحداث في سورية يعتبر الموقف العربي الذي يدعو وبوضوح النظام السوري إلى حل الأزمة التي يواجهها بالحوار لا المعالجات الأمنية , وبهذا يتناغم الموقف الرسمي الكويتي مع الموقفين الشعبي والبرلماني حيث كانت الكويت من أوائل الدول في العالم التي بدأ فيها حراك شعبي يرفض ما يتعرض له الشعب السوري من قمع ,كما أن مجلس الامة الكويتي سبق حكومات غربية في إصدار بيان وقعه خمس وعشرون نائبا يرفضون فيه ما يتعرض له الشعب السوري من قمع.
الموقف الكويتي الرسمي من الأحداث في سورية يعتبر من ناحية أخرى تحررا كويتيا من عقدة الغزو العراقي والتي منعت الكويت من القيام بمبادرات عربية طوال عشرين سنة مضت حيث كانت السياسة الخارجية الكويتية تراعي الدول التي ساندت الكويت خلال الغزو العراقي الآثم ما جعل الكويت تفقد زمام المبادرة لصالح دول أخرى كتركيا وقطر .
السياسة فيها من الفنون الكثير الذي يمكن الدول من إتخاذ مواقف متوازنة ولكنها واضحة تجاه القضايا المهمة من دون تحمل كلفة ,ولهذا نجد الدول الغربية تتصدى لكل قضية بأساليب عدة وفقا لحجم وتأثير كل قضية لكن هذه الدول وفي كل الأحوال لا تغيب عن المشهد لأن الأحداث في العالم مترابطة وما يحصل في حماة ودرعا قد يؤثر في واشنطن وبرلين ولندن وعواصم مهمة لاحقا .
يجب على الدول العربية أن تكون واضحة تجاه القمع والإستعمال المفرط للقوة الذي تقوم به بعض الأنظمة ضد شعوبها فالنظام الذي يسحق شعبه كما النظام السوري لن يتردد في سحق دول وشعوب أخرى إذا عارضت سياساته ,ولهذا يجب أن يسود مبدأ جديد في السياسة العربية مفاده أن منع الأنظمة من قمع شعوبها يعتبر الخطوة الأولى للحفاظ على نظام إقليمي ديمقراطي ومستقر , ما يتطلب أولا محاسبة أمين جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن تصريحه بأن الجامعة العربية جامعة دول لا شعوب متناسيا أن أحد أهم أسباب وجود جامعة الدول العربية وأساس شرعيتها أنها أنشأت بناء دعوة ورغبة الرأي العام العربي وفقا لبروتوكول الإسكندرية 1944 المنشيء للجامعة .
هناك من يجلد الذات وينتقد كل إجراء حكومي بحجج عديدة ومنها التأخر وعدم المبادرة ولكن الإنصاف مطلوب فالموقف الكويتي تجاه القضية السورية متقدم جدا شعبيا وبرلمانيا وحكوميا على كل الدول العربية وهذا مبعث فخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق