التفاهم الذي توصلت له دول 5+1 ( الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولايات المتحدة , روسيا , الصين , بريطانيا , فرنسا + ألمانيا ) مع إيران الأسبوع الماضي فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني يعتبر نهاية لطموحات إيران في إمتلاك السلاح النووي .
محاولات آلة الدعاية الإيرانية تصوير الامر وكأنه إنتصار إيراني بتنظيم مسيرات محدودة ومفتعلة تجوب شوارع طهران وتستقبل وزير الخارجية جواد ظريف حين عاد , محاولات تثير الشفقة وتكشف عمق الأزمة في إيران , وتبين من حيث لا يدري الإيرانيين إن محاولات تسويق إيران كلاعب رئيسي في المنطقة كانت مجرد أعمال دعائية لا أقل .
لماذا نقول أنه هزيمة لإيران وليس إنتصارا لها ضد دول 5 +1 ؟.
بكل بساطة لأن الهدف الإيراني في الحصول على السلاح النووي لن يتم وهو هدف وضعته إيران للحاق بباكستان والتي فاجأت العالم بدخول النادي النووي العام بإجراء تجارب لتفجيرات نووية العام 1998 .
التفاهم الذي وقعته دول 5+1 مع إيران وستتم صياغته كإتفاقية قبل 30 يونيو المقبل يعتبر من الإتفاقات الصارمة والتي تضع قواعدا ليس للرقابة والتفتيش بل وتضع مدة زمنية محتملة قدرها سنة كاملة يلتزمها الأمر لتصنع إيران القنبلة النووية وهي مدة تتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية إكتشاف الأمر والتعامل معه.
إيران عمليا ستتخلى عن ثلثي أجهزة الطرد المركزي اللازمة لعملية تخصيب اليورانيوم التي تملكها حاليا إذ سينخفض العدد من 19 ألف جهاز طرد إلى 6104 جهاز , كما أن مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب سينخفض كم 10 آلاف كيلو حاليا إلى 300 كيلوغرام وفق الإتفاقية .
أما مفاعل فوردو الرئيسي فسيتحول للإستخدام في الأغراض السلمية وتحت رقابة مفتشي وكالة الطاقة الذرية ولمدة تصل إلى 25 عاما .
وتم في التفاهم الإشارة وبوضوح أن العقوبات الدولية ستعود على الفور إن كان هناك قصور في تنفيذ الإتفاقية ولن يتم إنتظار حصول الإختراقات كي يعاد تطبيق العقوبات كما في المرحلة السابقة .
وفي إشارة مهمة تم التفاهم على أن العقوبات الاميركية ضد إيران في ملفات أخرى كحقوق الإنسان والإرهاب الدولي , والصواريخ الباليستية ستستمر ولا علاقة لها بهذا التفاهم .
صحيح أن إيران سيتم إسقاط العقوبات الدولية ضدها كافة بعد أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من وفاء إيران بالمتطلبات الرئيسية إلا أنه يجب التذكر أن هدف إيران الرئيسي كان إمتلاك السلاح النووي وليس إسقاط العقوبات .
إيران دولة إسلامية جارة ولا توجد عداوة معلنة مع دول مجلس التعاون لكنها في الوقت نفسها تحاول أن تمد نفوذها ليشمل دول المنطقة عبر القوة الناعمة أحيانا , وعبر القوة المباشر في أحيان أخرى كما يحصل حاليا في العراق وسورية واليمن.
ولهذا يشكل حصول إيران على السلاح النووي خطر حقيقي على دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا أن بعض مدن دول مجلس التعاون الخليجي أقرب للمفاعلات النووية الإيرانية من بعض المدن الإيرانية ما يجعل دول مجلس التعاون متضررة حتى من أي إحتمال تسرب للإشعاع النووي وما يشكله من خطر حقيقي ضد مياه الشرب في منطقة تعتمد دولها كليا على تصفية مياه البحر للشرب ما عدا إيران نفسها التي تحظى بمصادر مياه متعددة .
ولهذا كان القلق الخليجي المبرر من حصول إيران على أي فرصة لإمتلاك السلاح النووي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق