الخميس، 19 أبريل 2012

مجلس الأمة ... التأسيسي

الأغلبية البرلمانية حينما كانت مقيده في ساحة قصر العدل 



للأسف إلى الآن لا يبدو أن الأغلبية البرلمانية تدرك أن التغيير الحقيقي في الكويت يكمن في الإصلاحات السياسية الجذرية وليس في الملاحقات الرقابية ولا في التشريعات الهامشية .


مطلوب محاسبة كل مخطىء وخصوصا في قضيتي الإيداعات والتحويلات المليونية ولكن وجود أغلبية برلمانية بهذا العدد أمر تاريخي قد لا يتكرر ما يتطلب القيام بالإصلاح السياسي الجذري ليكون مجلس الأمه في فصله التشريعي الرابع عشر بمثابة مجلس تأسيسي جديد .


الرئيس أحمد السعدون عليه مسؤولية تاريخية ستتذكرها الأجيال طويلا فإما أن يكون قائدا للتغيير الحقيقي الذي فجره شباب ساحات الإرادة ,والبلدية, والتغيير وإما أن يسلك طريق العمل البرلماني الإعتيادي والذي لن يوصل إلى نتيجة حقيقية مهما بذل الرئيس السعدون جهوده .


مطلوب من الأغلبية البرلمانية التوافق أولا على تغييرات دستورية محدده يتم التقدم بها كحزمة واحدة ويتم حشد الشعب الكويتي من أجل إقرارها وهي مهمة قد تستغرق السنوات الأربع للفصل التشريعي الحالي .


وأثناء ذلك يمكن تمرير التشريعات الإعتيادية ما أمكن ذلك .


نعم قلق أعضاء مجلس الأمة من حل مجلس الأمة مبرر فهم في النهاية بشر والسلطة تغري , والوصول إلى المقاعد البرلمانية لم يكن سهلا ولكن المصلحة الوطنية تتطلب تضحية من الجميع في سبيل تحقيق الهدف الأسمى .


إذن المطلوب من الأغلبية البرلمانية على وجه التحديد :
- إعداد قائمة بالتعديلات الدستورية المطلوبة والممكنه ونقاشها ثم التوافق عليها .
- تقديم هذه التعديلات بشكل رسمي مع بيان إرادة يبين أهمية إقرارها .
- القيام بحملات مدنية منظمة لتوفير الدعم الشعبي لهذا الإصلاح السياسي التاريخي .
-إعداد قائمة بالتشريعات الإصلاحية الأهم ( قانون تنظيم العمل السياسي- قانون إصلاح القضاء- قانون النزاهة - ....) 
- التفاهم مع الحكومة على إقرار هذه القوانين بصورة توافقية .
- تشريع هذه القوانين خلال دور الإنعقاد الأول وبحد أقصى قبل نهاية دور الإنعقاد الثاني . 

الكويت في جسد الرجل النبيل سمير سعيد




حين توجه خالد العتيبي في الثانية فجرا لمستشفى العدان للتبرع بالدم من فصيلة b+ للرجل الخلوق المرحوم سمير سعيد خلال محاولات إنقاذه أثار ذلك للحظة إندهاش أقرباء وأصدقاء المرحوم ليس لأن العتيبي من طائفة أخرى فذلك لم يكن مطروحا بالأصل فبنك الدم في حينها كان يستقبل عشرات المتبرعين من الكويتيين ومنهم النائب السلفي وليد الطبطبائي الذي جمعه بسمير سعيد أمران المواطنه وفصيلة الدم، لكن الدهشة كان مصدرها أن الوقت كان بالفعل متأخرا ولم يكن العتيبي مضطرا للحضور في هذا الوقت المتأخر لولا أن الفزعة الكويتية في تلك الليله تجاوزت وبتلقائية كل الأمراض الطائفية التي حاول البعض في السلطة والتيارات السياسية والتجار ووسائل الإعلام إصابة الجسد الكويتي الواحد بها لتحقيق غايات رخيصة وضيقة .
الصفات الشخصية لللاعب المرحوم سمير سعيد وعلاقاته الطيبة والمتعددة ساهمت في خلق هذا الجو من الدعم والتعاطف معه وهو يواجه الإصابات الكبيرة التي أصيب بها والتي تجلت بقيام معظم مدوني تويتر بترديد الأدعية لله سبحانه وتعالى لكي يمن عليه بالشفاء ، ولكن أيضاً ساهم وبشكل كبير في وحدة الكويتيين في هذا الشأن شعور عام بالحاجة الى التشارك بدعم هذا الإنسان النبيل من دون الوقوف عند شعارات تأجيج طائفي يرددها شياطين ويستفيد منها شياطين .
إلتقيته في واشنطن 2008 خلال ندوة رياضية أدرتها في مؤتمر إتحاد طلبة أميركا ، وخلال حفل غداء أقامه سفير الكويت في الولايات المتحدة الشيخ سالم عبدالله الجابر سألته هل رفعت قضايا على يقلد علامات تجارية تعبت في إنشاءها ؟ فأجاب ” الله يرزق الجميع ومثل هذه الأمور أتعامل معها بمبدأ الله يرزقني ويرزق غيري ” وهي كلمات لازلت أتذكرها جيدا وأتذكر مضامينها النبيلة .
رحم الله الرجل الخلوق سمير سعيد فقد وحد الكويتيين حين كان لاعبا يحرس المرمى ،وقد كان مثالا راقيا لجيل من الشباب ومنهم الزميل محمد اليوسفي الذي أبدع أمس في صفحته بتويتر وهو يتحدث عن سمير سعيد المثال ، كما كان رحمه الله وحتى آخر رمق من حياته رمزا لوحدة الكويتيين حين حمل جسمه دماء الكويتيين الأنقياء من الأمراض الطائفية والعنصرية .
الكويت جميلة بأهلها وبطيبتهم وبتكاتفهم وبتحملهم لبعضهم البعض ،وبإيمانهم أن الإختلاف تنوع لا عداء ، وبأن الثوب الجميل سر جماله تعدد ألوانه، وبأن اللون الواحد ومهما كان جميلا سيكون باهتا وموحشا .