الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

كيلا يسيكسوا ويبيكوا مجلس التعاون الخليجي

 ماركس سايكس البريطاني  ولويد بيكو الفرنسي  

حديث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن الفرصة الأخيرة للعراق كدولة قومية يجب أن يثير قلق كل دول المنطقة فبريطانيا الراعية التاريخية لترسيم الحدود القومية في منطقة الشرق الأوسط عبر اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة بدأت تشعر أن الدولة الوطنية لم تعد تستطيع الصمود في ظل هذا المشهد المعقد والمليء بالصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية.

ما يهمنا في دول مجلس التعاون الخليجي من تصريح الوزير البريطاني أن نستعد سياسياً وشعبياً وعسكرياً لحقبة مقبلة مليئة بالنزاعات العرقية والمذهبية بدأت بالفعل في العراق وسورية وهناك من يريدها أن تمتد للجزيرة العربية بل وبدأ في ذلك بالفعل عبر التوسع الحوثي في اليمن حالياً.

السيناريو الأخطر الذي تواجهه دول مجلس التعاون يتمثل في تداخل المصالح بين الغرب وإيران في قضايا معينة وهو تداخل يتشابه من حيث الشكل في حين تختلف الأهداف والمضمون ففي اليمن على سبيل المثال التدخل الغربي هدفه محاربة المتطرفين ممثلين بتنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية.

في حين التدخل الإيراني يهدف لتعزيز مواقع الحلفاء الحوثيين ليكونوا مؤثرين في قيادة اليمن وبالتالي تكون إيران من تسيطر على أهم معبرين في العالم مضيق هرمز ومضيق باب المندب. ليكون بيدها مصير تدفق النفط العربي ومصير التجارة العالمية التي تمر في قناة السويس .

تداخل المصالح بين الغرب وإيران وبدء الغرب بالتحلل من قرن كامل من وجود الدولة القومية في مقابل الدولة الواحدة المتعددة القوميات نقترح أن تواجهه دول مجلس التعاون بإجراءات حاسمة وسريعة من أهمها:

- تسريع وتيرة الاتحاد الخليجي بأي صيغة ممكنة وتجاوز الخلافات والمصالح الضيقة.
- بدء عهد جديد من التصالح بين الحكومات والقوى السياسية والمجتمعية المؤثرة تحت شعار أن بقاء الوطن أهم مما سواه على ألا يستخدم هذا الشعار لتبرير الحكم الشمولي.
- إقرار التجنيد الإلزامي بصورة شاملة بحيث يكون هناك جيش مدرب وماهر من الاحتياط.
- تطوير قوة درع الجزيرة الحالية لتكون نواة جيش خليجي لديه قوة ضاربة ذات جاهزية عالية.

أما في الشق السياسي والدبلوماسي فنقترح على دول مجلس التعاون أن تقوم بالآتي:

- تبني مبادرة للأمن والسلم على غرار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يتم فيها التحاور بشكل مباشر مع دول الغرب وإيران لتحييد أي تحالف يستهدف خلق منطقة نفوذ في دول مجلس التعاون.
- خلق تحالفات اقتصادية وسياسية مع دول كبرى ذات تأثير دولي مثل تركيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل والمكسيك من أجل تعزيز استقلالية دول المجلس.

سايكس بيكو القديمة خلقت دولا قومية كبرى صمدت لقرن والبديل الحالي دول الأقاليم القومية المتعددة وهو بديل يعني عمليا تحويل منطقة الخليج العربي إلى ساحات للصراعات التي لا يمكن أن تخلق الاستقرار والأمان ما يتطلب مواجهة هذا البديل وهزيمته.