الأحد، 23 فبراير 2014

في الإمارات المستقبل يسبق الحاضر




في إحدى قاعات فندق ميناء السلام في مدينة جميرا وفي الرابعة عصر يوم إختتام القمة الحكومية الثانية عقدت اللجنة التنظيمية للقمة الحكومية الثالثة أولى إجتماعاتها للتحضير للقمة التي ستعقد 2015 .

بكل المقاييس العالمية التبكير في هذا الاجتماع مبالغة بالإجراءات لكنه بمقاييس المدرسة الاماراتية في الادارة متطلب حقيقي فالتميز في النجاح ،وفقا لهذه المدرسة الآخذه في التشكل يبدأ بالتحضير حتى قبل أن يحين الموعد الإفتراضي للبدء بالتحضير .

هكذا كان المشهد في الاجتماع الذي تحدث عنه وزير شؤون مجلس الوزراء في دولة الامارات محمد القرقاوي حماس لنجاح متميز لم يخفته تعب وإرهاق عام سابق من التحضير والعمل .

القرقاوي وفريق عمل القمة كان قد تلقى بعد إنتهاء القمة الحكومية الثانية ملاحظات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد على القمة وكانت ملاحظات فنية بحته تعظم الايجابيات وتعالج القصور وتحفّز الهمم من دون مطولات قد تحبط أو مبهمات قد تعرقل .

وهذه سمة ثانية في المدرسة الاماراتية في الادارة البساطة والوضوح والمباشرة في الفكرة وفي كيفية تنفيذها ولهذا أخذت القمة الحكومية بالتحول إلى منتدى دافوس للحوكمة أي كيفية إدارة المرافق والخدمات الحكومية تماما كما طلب الشيخ محمد بن راشد من القرقاوي وفريق العمل ... منتدى دافوس حكومي وليكن مثلا منتدى جميره لتكون جميرا أيقونة العصف الذهني في رمال الخليج العربي وشواطيه الساحرة كما دافوس أيقونة جبال الالب والثلوج في أوربا .

التحفيز سر نجاحات دولة الامارات وهو سمة ثالثة للمدرسة الاماراتية في الادارة تجاوز هذه المرة حدود دولة الامارات فكانت القمة الحكومية الثانية أو منتدى جميرا فالوزراء ومنظري الحوكمة من الأكاديميين والمسؤولين التنفيذيين من القطاعين العام والخاص تلقوا في القمة جرعة عالية من التحفيز فالأفكار التي طرحت بعصف ذهني واعى الجوانب التقنية والاجتماعية والاقتصادية نقل الحضور الى تصور أولي للكيفية التي سيكون عليها العالم بعد عشر سنوات من الآن وهو بكل المقاييس عالم مذهل للإنسان العادي فيه دور ليس في التلقي أو التفاعل بل حتى المشاركة في إدارة المجتمع والخدمات التي تقدم له .

وهذه أيضا سمة رابعة للمدرسة الاماراتية في الادارة مشاركة الفرد الواحد في تقديم الخدمات الحكومات عبر تقنيات الاستخدام الحديثة .

اللافت في المدرسة الاماراتية في الادارة أن الحماس والتحفيز في نهاية العمل يكون بدرجة أعلى من بدايته والهدف أن تكون نهاية عمل ما بداية لآخر لهذا لم يكن مستغربا وبعد الاعلان رسميا عن إنتهاء فعاليات القمة الحكومية الثانية أن يستغل الشيخ محمد بن راشد الفرصة وكان حينها على المنصة وللتو أنتهى من توزيع الجوائز ويلقي كلمة غير معد لها .

الشيخ محمد في كلمته أفتخر بالشعب الاماراتي الذي أعتبره أكبر فريق عمل واحد وأفضل فريق عمل واحد ' طلابه رجاله وموظفيه قادته' وهكذا التحفيز الحقيقي للعمل الحكومي حين يكون الموظف العادي هو القائد الحقيقي حين يحسن ويبدع في عمله .

ويحدد الشيخ محمد بن راشد مواصفات فريق العمل الواحد بالقول ' هدفه الاساسي صناعة الأمل وصناعة الحياة وصناعة المستقبل وإسعاد الناس'

وإسعاد الناس وليس رضاها سمة خامسة للمدرسة الاماراتية في الادارة ويشرح الفرق الشيخ محمد بالقول ' أن رضا الناس بسيط وصغير وقصير والإنسان قد يزعل وقد يرضى أما السعادة فهي سعادة دائمة ' 

منتدى جميرا 2014 كان جزءا من المستقبل إستحضرته فعليا الهمم الاماراتية بالتحفيز والتبسيط والمباشرة وليس بعبارات ' سوف وسوف' التي لم يعد لها مكان في هذا العالم سريع التحولات .

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

لا يا ... منيرة




قرأت مقالة للكاتبة السعودية منيرة المشاري في جريدة «الكويتية»، تنقل فيها معاناة المواطن الخليجي في بعض مطارات دول الخليج، عبر سرد قصة حصلت لها تتشابه مع مئات القصص التي تحصل لمواطنين خليجيين يوميا خلال سفرهم.

ومثل هذه القصة نجد مثيلاتها في الصحف السعودية والخليجية، ونتفق مع الكاتبة المشاري، فجودة الخدمة متدنية كمعدل عام في المرافق العامة لدول الخليج مع استثناء بسيط لدولة الإمارات.

لكن ما لا نتفق عليه مع منيرة القيام بالربط بين دولة كاملة، وموقف عابر في مطار ويتكرر مئات المرات في دول متقدمة كأميركا، حيث تتحول «البهذلة» في المطارات إلى نهج عنصري.

في مطار الكويت نفسه هناك عشرات الموظفين والموظفات الذين يتعاملون مع عشرات الآلاف من المسافرين يوميا بأدب ورقي، ويتعرضون بسبب ذلك لأمراض وغيرها من القضايا المتعلقة بالأوبئة. 

الكاتبة منيرة المشاري كما لو كانت تعرضت لعطل في إطار السيارة، فاعتبرت أن السيارة كلها متعطلة فلا ماكينة ولا فرامل ولا تكييف. 

كم تمنينا أن تنقل لنا الكاتبة -تحقيقا للموضوعية- بعضا من الجوانب المشرقة في الكويت، طالما قررت أن تصدر أحكاما عامة، فالكويت التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة ببلد الإنسانية، لا تزال تتوهج في ميادين الديمقراطية والصحافة والعمل الإغاثي.

وكويت الستينيات والسبعينيات والثمانينيات التي فقدناها جميعا أتت في ظرف تاريخي لم يعد قائما، ويكفي الكويت فخرا أنها أدت دورها كدولة رائدة وملهمة في مرحلة معينة.

عشرات الآلاف من إخواننا السعوديين يزورون الكويت سنويا، ويعودون سريعا للكويت بشوق، ونتمنى أن تكون منيرة من هؤلاء، وألا تجعل من قضية سطحية معبرا لإصدار حكم عام على دولة بأكملها.