كتب داهم القحطاني *
«جابر وياسعد... هم ذخرنا في البلد».«يا بو فهد عز وفخر لقيناه».هذان المقطعان الشهيران اللذان صدحت بهما الحناجر الكويتية طويلا ستعيش في القلوب والضمائر طويلا، فالرجال العظام العظام كسمو امير القلوب الشيخ جابر وسمو بطل التحرير الشيخ سعد - رحمهما الله - لا يغيب ذكرهما وان غابت الاجساد والحب العفوي والفطري لهما باق ما بقيت في السماء شمس وما بقي في الخليج ماء وما بقي في صحاري الكويت رمل عربي نقي يتيه فخرا وهو يضم هذين الزعيمين التاريخيين.
الشيخ سعد كان خلال عمله السياسي من اكثر زعماء الخليج العربي حديثا للصحافة والاعلام اذ كان يعرف عنه انه من النوادر في الدول العربية الذين يستطيعون عقد مؤتمر صحافي لاربع ساعات متواصلة يرد فيه على اسئلة ملغومة من كبار الصحافيين الاجانب والعرب.
الشيخ سعد كان رجل دولة من الطراز النادر فمصلحة الكويت في كفة وسعادة اهل الكويت في الكفة الاخرى فكان عمود التوازن الذي يضبط الاوضاع ومن هنا كان نيله للثناء الكبير والحب الشعبي العفوي الكبير وايضا من هنا كان تحمله لكثير من الضغوط التي يلين لها الحديد ولا يلين الشيخ سعد مادام الامر يتعلق بمصلحة الكويت.
الشيخ سعد وحينما تكون المسؤولية يكون فلم يعرف عنه انه تخلى عن من يرأسهم ولو تعرض في سبيل ذلك للضربات والطعنات السياسية وهذا طبع الرجال الرجال وصفة الابطال الابطال.الشيخ سعد وحينما تمكن منه المرض في اواخر ايامه نال من صحته وعافيته إلا ان امراض الدنيا كلها لم تمس الهيبة والوقار فكان وهو على كرسي المرض جبلا شامخا من الهيبة والعز.
حين رجع سموه من رحلة العلاج الاخيرة من الهند في الـ30 من ابريل 2008 واستقبله سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد كانت الصورة التاريخية وكان المشهد الاخير من علاقة تاريخية جمعت الزعيمين طوال عقود قاما خلالها مجتمعين ببناء الكويت الحديثة لم يكن من المستغرب حرص سمو الامير على زيارة سمو الامير الوالد بصورة مستمرة لتلتقط العدسات مشهدا تفيض له مشاعر الكويتيين بالدفء وهم يرون الكويت في عيون هذين الزعيمين، «بو فهد غال في الحياة والممات»، والكويت في 13 مايو فقدت الكثير الكثير.
*الموضوع كما نشر في جريدة الراي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق