بعكس الهمبرجر وأجهزة الووكمان ورقصات مايكل جاكسون وأفلام الكاوبوي الأمريكي والتي كانت تداعب مخيلة الشباب الخليجي في سبعينات القرن الماضي , لم يعد للآيفون ولا لهوليود ولا لعشرات المغنين والمغنيات الأميركيات سطوة ثقافية على الشباب الخليجي فهي مجرد سلع تستهلك , كما أن أمريكا الحلم انتهت منذ زمن فشعوب الأرض أصبحت تبحث عن هويتها الثقافية من دون وصاية ' الحلم الأميركي' أو غيره .
لهذا كله لم يهتم الشباب الخليجي في وسائل التواصل الاجتماعي بالنصيحة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما لزعماء دول الخليج حين قال غامزا من قناة الشباب الخليجي خلال لقائه مع الكاتب توماس فريدمان في النيويورك تايمز مطلع الشهر الماضي ' إن أكبر خطر يتهدد دول الخليج ليس التعرّض لهجوم من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم'.
لماذا لم يهتم الشباب الخليجي ؟ بالتأكيد لأن العربي لا يلدغ من الحلم الأميركي مرتين .
نعم هناك تطلعات لم تتحقق , وهناك أحلام تبدو كالسراب , وهناك أحيانا معاناة من تشدد السلطة يدفع البعض حريته ثمنا له , ولكن وفي المقابل هناك حياة أشمل يعيشها الشباب الخليجي ولا يمكن أن يسمح بأن تتحول إلى مجرد رقم في المعادلة الأمريكية المتغيرة دوما وفق المصلحة .
هناك دول وطنية في الخليج مستقرة وتتمتع بمستوى عال من الرفاهية والرخاء, وهناك حكومات لا يمكن وصفها بالديكتاتورية ولا العنيفة, وهناك حوار مستمر وقنوات اتصال لا تنقطع بين الشباب الخليجي والحكومات.
ولهذا لا يمكن هنا قبول أن تتبنى الإدارة الأميركية رأيا متطرفا يصف المشهد في الخليج بانتقائية وتترك آراء معتدلة تنظر بشمولية وإن كانت لا تعتبر الحكومات الخليجية جنة الله في الأرض لكنها أيضا لا تبخسها حقها وتقول علنا أنها حكومات متقدمة على باقي دول الإقليم ليس وفقا للشعارات ولعناوين الصحف الموالية بل وفقا لمؤشرات وتقارير من مؤسسات دولية معتبرة .
المترجم الذي سيترجم الخطابات خلال لقاء الرئيس أوباما مع زعماء دول الخليج في كامب ديفيد الأربعاء والخميس المقبلين يحتاج أن يتعلم ترجمة عبارات مثل ' حلات الثوب رقعته منه وفيه ' و ' أهل مكة أدرى بشعابها ' لينقلها لأوباما بعد اللقاء فالشباب الخليجي مستر أوباما لا يحتاج لإصلاح خارجي معلب.
الهمبرجر الأميركي ليس بأشهى طعما من 'المفطح ', ورقصات مايكل جاكسون ليست بأكثر جمالا من رقصة العرضة والسيف يلوح يمنة ويسرة بعز وفخر وانتماء , وهوليود رغم سحرها وبهرجتها وخلاعتها لم تعد تغري في زمن برامج اليوتيوب والدراما المحلية التي نشأت من جينات وراثية ترتبط بهذا الخليج الفاتن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق