لا أدري هل سيكون عيد ميلاد سعيد أم سيكون "في الأمر تجديد" كما يقول المتنبي , ولكن من المؤكد ان صاحب المناسبة سيدخل عامة السبعين وهو يراقب من عل , هذا الصباح , عواصف ونيران قد تتحول إلى زلازل وبراكين لا تبق ولا تذر , وقد تتحول أيضا إلى "بردا وسلاما" على ناصر هذه المرة وليس على إبراهيم (عليه السلام ) .
جاسم محمد الخرافي رئيس مجلس الأمة هذا الصباح ليس أسعد حالا من عيد ميلاده الــ 69 ولا حتى عيد ميلاده الـ 68 ولا ايضا حتى عيد ميلاده الـ 67 فالرجل شاء القدر ان يأتي عيد ميلاده في شهر ديسمبر اي بعد نحو شهر من بداية أدوار إنعقاد مجلس الأمة, والذي يرأسه منذ خمسة فصول تشريعية , والتي ينص الدستور أن تبدأ في شهر أكتوبر من كل عام ولهذا فعيد ميلاده يأتي دائما خلال ذروة التسخين , ولهذا كان على الرئيس الذي وصف ذات مرة بالإطفائي أن يطفيء في ذكرى مولده ليس فقط الشمع بل النيران النيابية المشتعلة والتي يتصاعد لهبها بسبب مقدار ما تسكبه الحكومة من "كيروسين" إما نتيجة للإهمال أو لأغراض في أنفس كثيرة , أنفس يرى الخرافي وجوه أصحابها وهو متكيء على مقعد رئاسة كان وثيرا واصبح منذ عيد الميلاد الـ 67 ممتلئا بالشوك .
أربعة إستجوابات على التوالي , وليس دفعة واحدة كما يقولون, و على الخرافي أن "يكروتها " أو ينصرها أو ربما يكسرها وهكذا هي الأماني من البعض والبعض المضاد , ولكن الرجل الذي صنع التاريخ في شهر يوليو الماضي حينما مرت عشرة سنين على تقلده سدة رئاسة مجلس الأمة, يدرك أن هذه الإستجوابات ستكون نتائجها أيا كانت بمثابة هدية عيد ميلاده فقوة رئيس الوزراء قوة له , وضعف رئيس الوزراء قوة له , وكأن الرئيس في هذا اليوم المليء بالغيوم أشبه ما يكون في إنتهاء كل النتائج لصالحه بالخليفة هارون الرشيد والذي قال ذات مره حينما راى غيمة تجري "أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك".
إلى أي مدى سيبقى الرئيس الخرافي اليوم حياديا هذا هو التحدي الكبير فالرجل وبعد سنين من قيادة مجلس الأمة, وليس قيادة مجلس الثورة كما تحرض العبارة , لم يعد قادرا على ضبط "التناغم بين أعضاء هذا المجلس فالسب أصبح "حلالي " والشتائم تحولت إلى سمة , واللائحة التي تتيح للرئيس ضبط الجلسات خذلته في تجربته الأولى حين فشل في جمع أصوات تكفي لإنذار النائب سعدون حماد فماذا هو صانع مع جلسة ألغام متفجرة ورمال متحركة و أرض بركانية هدوءها مهما كان ساحرا يسبق عواصفها البشعه .
الحياة البرلمانية هذا الصباح ستمر بمخاض عسير عسير فإما أن تكون حياة برلمانية حقيقية تلد جنينا جديدا أسمه مساءلة سياسية لرئيس الوزراء يأتي من صلب حق النواب في الرقابة, وكإيمان حقيقي من رئيس الوزراء نفسه بآليات الديمقراطية, أو تكون حياة برلمانية كلما تغذى حملها وفق التعليمات المكتوبة تفاجأت بإجهاضه , وربما صدمت أيضا بالبحث عن حمل سفاح يكون بديلا .
قد يكون عيد ميلاد رئيس المجلس هذه السنة "غير شكل " في وجود سحنة نسائية في المقاد الخضراء فربما تفاجيء رولا واسيل وسلوى ومعصومة "بابا جاسم " بكيكة لا تمنعها اللائحة فهناك سابقة توزيع القرقيعان النسائي على النواب رمضان الماضي ,وإن حصل هذا فسيكون الرئيس "آخر ريلاكس " وستتحول براكين وعواصف الإستجوابات إلى نسيم عطر وباقات ورود وتغريد بلابل .
ولا غرابة إن قام الوزراء والنواب فأنشدوا بصوت واحد " سنة حلوة يا جميل .... سنة حلوة يا جاسم " فاللائحة لا تمنع ذلك طالما كان المجلس سيدا لــ "أعياده"
وفي وسط حفلة عيد الميلاد هذه قد تحصل حفلة زار موازية إذا لم يقرر سموالرئيس الصعود إلى المنصة , لا الهاوية كما في الفليم العربي الشهير وفي كل الأحوال الحكومة اليوم ستكون بين خيارين فإما أن يقول لها الشعب والمجلس نعم وYes و Oui و بله و हाँ ( بالأحرف العربية والإنجليزية والفرنسية والإيرانية والهندية قياسا على فناتق الشيخ الدكتور محمد الصباح ) أو يقول لها لا و No و Non وبدون و नहीं .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق