يسألني البعض عن المرشحين الذين سأصوت لهم في الانتخابات الحالية فأرد عليهم بذكر المواصفات التي أراها للمرشح الأفضل فيطلبون الأسماء فأقدم لهم نماذج لنواب سابقين وشخصيات سياسية لا تخوض الانتخابات الحالية فيعيدون السؤال عن الأسماء فأكرر الإجابة منذ البداية.
القاعدة الأهم في عملية التصويت برأيي تكون في اختيار الأفضل من الأكفاء أو أفضل السيئين في حال لم يتوفر الأكفاء, أما العزوف عن الاقتراع فذلك تصويت بحد ذاته يصب في صالح السيئين من المرشحين .
الناخبون في الكويت ينقسمون وفق رأيي إلى خمسة أنواع:
1) نوع ملتزم بالتصويت وفق الانتماء سواء كان هذا الانتماء للقبيلة أو الطائفة أو المذهب أو العائلة أو حتى التيار السياسي
2) نوع ملتزم بالتصويت وفق الانتماء مع ترك فرصة لجزء من التصويت وفق من يرون انه الأصلح من غير المرشحين من الفئة التي ينتمون لها .
3) نوع يصوت للمرشحين الذين يقتنع بفكرهم وطرحهم وبمن يشعرون انه قريب من توجهاتهم مع ملاحظة أن هذا الصنف متنوع وقد يكون متناقض ولا يجمعهم سوى أنهم لا يلتزمون بتيار معين
4) نوع يصوت لمن يشتري أصواتهم مقابل مبلغ مالي أو مقابل منفعة ( واسطة, ترقية, منصب..)
5) نوع لا يلتزم بتصويت معين ولا يحددون رأيهم إلا يوم الاقتراع ومن هؤلاء الناخبين والناخبات الذين لا يهتمون بالسياسة بالاصل او بعض النساء اللاتي يصوتن حسب رأي ولي الأمر او الزوج أو الأخ .
أولا - نوع ملتزم بالتصويت وفق الانتماء سواء كان هذا الانتماء للقبيلة أو الطائفة أو المذهب أو العائلة أو حتى التيار السياسي
هذا النوع تقريبا هو الغالب الأعم وطريقة تفكير هؤلاء أحادية ولا تخضع للتغيير فهم يتبعون الإنتماء المباشر لهم ,وطريقة تصويتهم تتم وفق مصلحة هذا الإنتماء, ولهذا فهم يجدون مئات المبررات لمواصلة التأييد لمرشح ما رغم السلبيات التي قد تسجل بحقه فهم يصوتون للانتماء بالدرجة الأولى وليس للشخوص .
وقد يستغرب البعض من شمل الملتزمين بالتيار السياسي مع الملتزمين بالتصويت للقبيلة والطائفة والمذهب والعائلة والرد على هذا الاستغراب يقابله التوضيح اننا لا نتحدث هنا عن السلبيات والايجابيات انما نتحدث عن المحرك الرئيسي لتصويت الناخبين في الكويت والذي نرى انه الإنتماء وليس تقييم الاطروحات والأداء .
وهو التصويت الذي يجسده المثل الكويتي"مالك الا خشمك ولو كان عوج''
ثانيا - نوع ملتزم بالتصويت وفق الانتماء مع ترك فرصة لجزء من التصويت وفق من يرون انه الأصلح من غير المرشحين من الفئة التي ينتمون لها .
هذا النوع من الناخبين يعيش صراعا مستمرا بين الولاء للانتماء المطلق وبين الولاء للفكر والطرح الاقرب لافكاره ورؤاه, وهو صنف رغم قلته بسبب سياسات الاستقطاب الآخذة بالتزايد في الانتخابات البرلمانية في الكويت في العقدين الأخيرين الا انه قد يكون مؤثرا فتصويت هؤلاء قد يحدث إختراقات غير متوقعه وقد يربك حسابات القبائل والطوائف والتيارات السياسية .
وهو نوع يتخذ قرارا مسبقا بأن تكون اصواته الانتخابية لانتمائه القبلي او المذهبي او السياسي الا انه يترك المجال مفتوحا امام الاطروحات والافكار الأخرى خصوصا من المرشحين الذين لا يتنافسون تقليديا مع مرشحي التيار او القبيلة او الطائفة التي ينتمون اليها .
ورغم ان هذا النوع خفي ولا يمكن الاستدلال عليه كونه ظاهريا ملتزم بإنتماءه الرئيسي الا انه من السهل التأثير عليه عبر وسائل الاعلام وعبر الطرح الذي لا يتصادم مع إنتماءهم بصورة واضحة.
ثالثا- نوع يصوت للمرشحين الذين يقتنع بفكرهم وطرحهم وبمن يشعرون انه قريب من توجهاتهم :
هذا الصنف هو من يسمى بالاغلبية الصامتة فهم ينتمون الى مجاميع صغيرة غير مؤثرة لوحدها الا ان مجموعها بشكل عام يعتبر مؤثر ويتضح ذلك من حصول بعض المرشحين في الانتماء الواحد من ذوي الطرح المنطقي والمواقف العامه الوطنية على اصوات اكثر من غيره من مرشحي الانتماء نفسه .
والاقتناع بالطرح ليس بالضروري ان يقتصر على الاطروحات المنطقية والعقلانية بل قد يمتد الى الاطروحات التي تداعب خيال الناخبين من دون ان يسندها المنطق فهي اطروحات في النهاية تجد من يقتنع فيها ويصوت وفقها .
وهذا الصنف رغم ايجابيته الا انه قد لا يكون مؤثرا في بعض الاحوال حينما يفقد الرغبة في عملية الاقتراع لعدم وجود من يقنعه من الناخبين وهي حالة تتكرر في الدوائر المغلقة قبليا.
رابعا- نوع يصوت لمن يشتري أصواتهم مقابل مبلغ مالي أو مقابل منفعة ( واسطة, ترقية, منصب..) :
هذا الصنف من الناخبين ينتمي الى شريحتين:
1) من يبيع تصويته مقابل مبلغ مادي وهذه الشريحة وان قل تأثيرها في الانتخابات الماضية بسبب اتساع الدوائر الانتخابية وقيام الاجهزة الامنية بتطبيق القانون في محاربتها وصدور احكام اولية بمعاقبة من يقوم بها الا ان دورها آخذ بالتزايد في الانتخابات الحالية بعد نجاح احد المتهمين في عمليات شراء الاصوات في الوصول لمقاعد مجلس الامه 2008 وبعد مرور عملية منع الانتخابات الفرعية في الانتخابات الحالية مرور الكرام ما خلق شعورا بأن عمليات شراء الأصوات لن تواجه من قبل السلطات الامنية وانها ستكون مؤثرة في نتائج بعض الدوائر .
وهذا الشريحة مضرة جدا وهي تجسد حالة من اخفاق النظام السياسي في منع نشوء هذه الظاهرة السلبية جدا والتي لا يقتصر أثرها على التأثير على المواطنة في نفوس عدد من المواطنين وجعل المجال مفتوحا امام ممارسات انتهازية اخرى إنما يمتد تأثيرها على تغيير نتائج الإنتخابات البرلمانية وما يترتب على ذلك من وصول من لا يستحق شرف عضوية مجلس الامة إلى سدة القرار البرلماني في الكويت .
2) من يصوت مقابل منفعه ما وهذه الشريحة مسكوت عنها من قبل الرأي العام وهي الشريحة التي لا تنال قدرا وافيا ا من التقريع والإزدراء ما جعلها تتزايد تدريجيا وتتقاطع مع شرائح أخرى .
وتأثير هذه الشريحة المضر يتركز في خلق حالة تسمح لمرشحي مجلس الأمة في الضغط على أصحاب القرار الحكومي وتوجيهه بأساليب عديده ليخدم اشخاص بعينهم وبالتالي يستفيد هؤلاء المرشحين من هذا الإختراق في الوصول الى عضوية مجلس الامة وهنا يبدأ السيناريو الأسوأ عبر تدمير الجهاز الإداري في الدولة حينما تكون عضوية مجلس الأمة بما فيها من أدوات دستورية وسيلة للحصول على منافع أخرى للقاعدة الانتخابية لتتحول الوظيفة البرلمانية إلى معول هدم جزئي في ركائز الدولة الحديثة .
وهذا الشريحة مضرة جدا وهي تجسد حالة من اخفاق النظام السياسي في منع نشوء هذه الظاهرة السلبية جدا والتي لا يقتصر أثرها على التأثير على المواطنة في نفوس عدد من المواطنين وجعل المجال مفتوحا امام ممارسات انتهازية اخرى إنما يمتد تأثيرها على تغيير نتائج الإنتخابات البرلمانية وما يترتب على ذلك من وصول من لا يستحق شرف عضوية مجلس الامة إلى سدة القرار البرلماني في الكويت .
2) من يصوت مقابل منفعه ما وهذه الشريحة مسكوت عنها من قبل الرأي العام وهي الشريحة التي لا تنال قدرا وافيا ا من التقريع والإزدراء ما جعلها تتزايد تدريجيا وتتقاطع مع شرائح أخرى .
وتأثير هذه الشريحة المضر يتركز في خلق حالة تسمح لمرشحي مجلس الأمة في الضغط على أصحاب القرار الحكومي وتوجيهه بأساليب عديده ليخدم اشخاص بعينهم وبالتالي يستفيد هؤلاء المرشحين من هذا الإختراق في الوصول الى عضوية مجلس الامة وهنا يبدأ السيناريو الأسوأ عبر تدمير الجهاز الإداري في الدولة حينما تكون عضوية مجلس الأمة بما فيها من أدوات دستورية وسيلة للحصول على منافع أخرى للقاعدة الانتخابية لتتحول الوظيفة البرلمانية إلى معول هدم جزئي في ركائز الدولة الحديثة .
ولنا ان نتخيل الصورة المرعبة حينما يسعى معظم اعضاء مجلس الامة الى تعزيز فرص ترشيحهم مرة اخرى ليس عبر التشريعات التي يستفيد منها المواطنين بمجموعهم وليس حتى بالمزاوجة بين ذلك وتحقيق المصالح الإنتقائية لقاعدتهم الانتخابية بل عبر السعي المحموم لنيل اكبر قدر من المناصب للاعوان وخصوصا للنوع الذي يصوت حسب المنفعة التي يحصل عليها.
خامسا - نوع لا يلتزم بتصويت معين ولا يحددون رأيهم إلا يوم الاقتراع :
هذا النوع لا يحدد رأيا معينا قبل يوم التصويت فهو عادة لا يتابع الاوضاع الانتخابية الا قبيل يوم التصويت ولا يكون في العادة منتميا لاي تيار او قبيلة او عائلة او طائفة انتماءا يتحكم في طريقة تصويته كما انه لا يبيع صوته وليس لديه منفعه محدده ليصوت مقابلها الا انه لا يريد ان ينعزل عن المجتمع ويريد ان يكون جزءا من الحدث الانتخابي ربما ليحصل على فضل قد يستفيد منه مستقبلا حين يحتاج او ربما من دون ان يكون له هدف معين .
هذا النوع لا يحدد رأيا معينا قبل يوم التصويت فهو عادة لا يتابع الاوضاع الانتخابية الا قبيل يوم التصويت ولا يكون في العادة منتميا لاي تيار او قبيلة او عائلة او طائفة انتماءا يتحكم في طريقة تصويته كما انه لا يبيع صوته وليس لديه منفعه محدده ليصوت مقابلها الا انه لا يريد ان ينعزل عن المجتمع ويريد ان يكون جزءا من الحدث الانتخابي ربما ليحصل على فضل قد يستفيد منه مستقبلا حين يحتاج او ربما من دون ان يكون له هدف معين .
وهو نوع لا يصوت لاي مرشح محدد او تابع لتيار او طائفة او قبيلة معينة فالمرشحين لديه سواء ولا يختلفون في شي ولهذا قد يصوت للمرشح الذي يلتقي فيه في مركز الاقتراع, وقد يصوت حسب نصيحة من صديق التقاه في مركز الاقتراع وقد يقترع بورقة بيضاء وقد يترك مركز الاقتراع حينما يرى ازدحاما معينا .
خاتمة :
عزيزي السائل فقط أقرأ هذا التحليل من البداية لتحدد وبصورة حقيقة كيف تصوت في الإنتخابات البرلمانية والعوامل التي تدفعك لهذا التصويت فإذا أردت أن تتغير فالمجال لا يزال مفتوحا فالمطلوب فقط ان تكون مقتنعا بإختيارك والا تتعارض طريقة الاختيار مع المصلحة الوطنية .
وإذا كنت لم تزل مترددا في طريقة الاختيار فليس عليك سوى ان تتخيل هذا الموقف وتستفيد منه في شتى الامور وعلى رأسها طريقة إختيار مرشحيك :
انت في قسم الطواريء في احد المستشفيات وتعاني من حالة مرضية غير معروفه تؤثر على حياتك وتواجد في الوقت نفسه عدد من الأطباء منهم الكفء ومنهم من ليس لديه خبرة ومنهم من يعاني مشاكل ادارية أثرت على مزاجه ومنهم من يبحث عن حالة مرضية مشابهه لمرضك ليجرب كيفية علاجها ومنهم من ينتمي لقبيلتك ومنهم من ينتمي لطائفتك ومنهم من يريد ان يعالجك كي يستفيد من خدمات ستقدمها له لاحقا .
فقط حين تعرف في تلك الحالة من ستختار من هؤلاء الأطباء ستعرف من ستصوت له في الإنتخابات إلا إذا كنت مصاب بحالة مرضية مزمنه او كنت مصابا بعمى ألوان فحينها ليس لنا سوى الدعاء لك بالشفاء وان يجنب الله الكويت قبل ذلك شرور هذا المرض المزمن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق