مجلس الأمة الذي سينتخبه الكويتيون يوم السبت 16 مايو 2009 لن يكون بالتأكيد مجلس الفرصة الأخيرة كما سماه البعض إما بسذاجة أو بتعمد خبيث فالدستور الكويتي ومنذ أن صدق عليه سمو الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم في 11 نوفمبر 1962 أصبح أبديا وفقا للمادة 107 من الدستور الكويتي والتي تجلت فيها عبقرية التشريع , وأي إجراء يتخذ خلاف ذلك فليس سوى مجرد محاولات عبثية لن يكتب لها النجاح مهما زينت شياطين الأنس هذه المحاولات وصورتها بأنها أسهل مما هو متوقع .
إذن ليذهب كل ناخب وليصوت بهدوء وعقلانية لمن يرى أنه أصلح من دون أن يتأثر بمصطلحات تتكرر للتأثير على رأي الناخبين كمصطلح نواب التأزيم وغير ذلك من مصطلحات إنتقائية تختصر المشهد البرلماني إختصارا يخل بحقائق الأمور وكأن النائب الذي يعمل بإنتهازية لمصلحتة الشخصية او المذهبية او العائلية ليس بنائبا يصنع الأزمات حينما لا تتحقق مصالحه الضيقة .
إذن ليذهب كل ناخب وليصوت بهدوء وعقلانية من دون أن يتـاثر بإشاعات يوم الانتخاب ,وبمانشيتات بعض الصحف الفاسدة والساقطة والتي لا تمت إلى الصحافة الحقيقة بصلة والتي أشبه ما تكون بالفتوات الذين لا يستخدمون القوة سوى في الشر وفي تحطيم الآخرين من دون أن يوظفوها لخدمة المظلومين ولو لمرة واحده .
إذن ليذهب كل ناخب وليصوت بهدوء وعقلانية ليختار المرشح الأصلح للبلد وليس للقبيلة او الطائفة أو المذهب او العائلة فمجلس الأمة ليس ساحة للحرب وليس غنيمة لتوزع بل هو مجلس للأمة يتطلب من يصل إليه أن يكون قادرا على القيام بالوظيفة التشريعية التي قررها الدستور كي تكون الكويت بلدا ديمقراطيا تترسخ فيه دولة المؤسسات وليس دولة القبائل او المذاهب او العوائل او الطوائف .
إذن ليذهب كل ناخب وليصوت بهدوء وعقلانية للمرشح الذي يعتقد انه الأصلح فإن لم يجد فللمرشح الذي يعتقد أنه أنسب, فإن لمن يجد فللمرشح الذي يظن فيه خيرا, فإن لم يجد فلإقل المرشحين ضررا, فإن لم يجد فليقترع بورقة بيضاء تعبر عن رأيه السلبية في كل المرشحين .
ولكن ماذا عن من يصوت لإبن قبيلته أو إبن مذهبه أو إبن عائلته أو إبن طائفته وهو يعلم يقينا أن هناك من هو أفضل منه أو أنه يعلم يقينا أنه لا يستطيع القيام بأعباء الوظيفة التشريعية والرقابية ؟
بالتأكيد من يقوم بذلك يسبب ضررا لبلده ولنفسه ولعائلته, وحينما يراقب أخبار مجلس الأمة بعد ذلك فلا يلوم إلا نفسه حين يرى أن من قام بإنتخابه إما لم يقم بعمل إيجابي أو لم يستطع أن يمنع الأعمال السلبية .
نتائج الإنتخابات والتي ستظهر صبيحة الأحد المقبل ستكشف حقيقة الناخبين في كل دائرة وستبين لنا ما إذا كان نظام الدوائر الانتخابية الخمس جيدا وصالحا ليكون طريقة مثلى نسبيا لإختيار أعضاء مجلس الأمة أو أن تغيير النظام الإنتخابي لنظام الدائرة الواحدة أصبح خيارا وحيدا لإنقاذ الكويت ممن يرى أن الانتخابات البرلمانية ما هي الا وسيلة لإقتسام النفوذ القبلي والعائلي والمذهبي والطائفي .
اللهم إحفظ الكويت من كل مكروه .
اللهم أرشد الناخبين إلى الحق .
اللهم إرزق الكويت بمجلس نيابي لا ينجح فيه
إلا النخبة التي تكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق