مشهد مروع لمذبحة حماة 1982 التي قام بها الأسد الأب ونتج عنها مقتل 30 ألف سوري
تماما كما في الحالة الليبية أصدر مجلس التعاون لدول الخليج العربية بيانا ضد الإستخدام المفرط للقوة الذي تقوم به الحكومة السورية ضد شعبها قد يكون بداية طلب خليجي لبحث الموضوع في جامعة الدول العربية لتصدر قرارا يكون أساسا لقرار دولي يبيح التدخل العسكري لقصف الدبابات المحاصرة لمدينة حماة أو أي مدينة سورية أخرى .
السيناريو الليبي يبدو أنه سيتكرر في سوريا لأنه الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الشعب السوري من مذابح جماعية يقوم وسيقوم بها النظام السوري لإقتلاع الثورة السورية من جذورها .
صحيح أن الثورة السورية تسير في طريقها الصحيح وهي ثورة وطنية بإمتياز ولكن قواعد المجتمع الدولي لا تسمح بهذا التعامل البربري التتري مع الشعوب وإلا رجعت الأرض إلى عصور الذبح والقتل .
الصراع الحقيقي في سورية يتم بين شعب متنوع الطوائف يبحث عن الكرامة والحرية وبين سلطة غاشمة إستولت على الحكم عبر إنقلابات عسكرية وحاولت خلال السنوات الأربعين الماضية الظهور بمظهر الدولة الحديثة قبل أن تكشف عن حقيقة أنها مجرد عصابة فاسدة وإجرامية تواصل نهب ثروات الشعب السوري وتقوم إضافة إلى ذلك بتعذيب وذبح وإهانة كل من يطالب بالكرامة والحرية وخصوصا من السنة في سوريا لأنها تعتبرهم عدوها الحقيقي .
أما الصراع الآخر المرتبط بهذا الصراع فهو التدخل الإيراني العسكري للحفاظ على النظام السوري , والتدخل الدبلوماسي الإسرائيلي أيضا للحفاظ على النظام السوري كي تستمر الحدود مع سورية هادئة وأشبه ما تكون بحزام حامي لا حدود مع عدو إفتراضي .
التدخل الإيراني يتم عبر جسر جوي من القوت النظامية توزع خلف خطوط الجيش السوري المحاصر للمدن لتقوم بقتل كل من يرفض القتال من الجيش السوري إضافة لقيامها بعمليات عسكرية نوعية ولهذا كان التحذير الأميركي لإيران في هذا الصدد واضحا وتضمن قرارا بفرض عقوبات إقتصادية على فيلق القدس وهو ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج .
الآن وفي الكويت ذات الموقف المتقدم تجاه القضية السورية من حيث التحرك الشعبي والبرلماني وحتى الحكومي مطلوب تنسيق التحركات المناهضة للنظام السوري والداعمة لثورة الشعب السوري ليس في الكويت فقط بل على مستوى الخليج والدول العربية فدور الكويت القيادي إقليميا وعربيا والذي تعطل بسبب الغزو العراقي الغاشم يجب أن يعود بقوة والأوضاع مهيئة لذلك فنظامنا ديمقراطي والحريات العامة مكفولة كما أننا كدولة حررت بقرار أممي ورسمت حدودها بقرار أممي يجب أن نكون في طليعة الدول التي تضع القرارات الأممية كأساس للتعامل بين الدول .
العالم لم يعد كما كان وتجاهل ثورات الشعوب وعدم دعمها سيجعل علاقتنا بهذه الدول بعد نجاح ثوراتها سلبية ومتوترة والعكس صحيح لهذا يشعر الليبيون بالإمتنان للموقف الخليجي والكويتي من ثورتهم ونجد صدى الدعم الكويتي للشعب السوري في صيحات تتردد بمظاهراته الحالية تشيد في الكويت وشعبها كما نجد في الوقت نفسه التحفظ الشعبي المصري تجاه دول الخليج لموقفها السلبي أو لنقل المحايد من ثورته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق