تجمع "لن نخضع " بعدسة جريدة الآن الإلكترونية
عدد من حضر تجمع "لن نخضع" الذي نظمته كتلة نهج أمس ليس مهما فسواء كان 10 آلاف مواطن وهو أقل تقدير ,أو 40 ألف كما ذكر منظمو التجمع , أو نحو 20 ألف وفقا لتقديري الميداني , فالأهم من العدد أن التجمعات العامه التي تعنى بالشأن المحلي ستستمر وبزخم كبير طالما أستشعر الكويتيون أن ديمقراطيتهم في خطر , وأن الفاسدين مستعدون أن يخربوا النظام السياسي لدرجة إقحام القضاء في قضايا سياسية بحته .
حل مجلس الأمة 2009 سيء الذكر أمر مؤكد وحتمي فرغبة سمو الأمير لا يمكن عدم تنفيذها وإن حال دون ذاك خطأ إجرائي بينته المحكمة الدستورية بحكمها بإبطال مجلس الأمة 2012 ,ولكن شعور مئات الألوف من الناخبين الذين صوتوا للأغلبية النيابية أن إرادتهم قد تسرق منهم عبر محاولات إنعاش هذا المجلس سيء الذكر هذا الشعور جعل أعداد الحضور في ساحة الإرادة تصل إلى نحو 20 ألف مواطن إن لم يكن أكثر رغم حرارة الصيف ورغم الرطوبة ورغم الإنشغال في موسم السفر ورغم تأكيدات الحكومة بأن مجلس الأمة 2009 سيحل حتما .
التجمع في الشارع نظريا سلاح قد يستخدمه الجميع لكن وفي واقع الحال لا يقوم بذلك سوى المتضرر من حدث معين أو من يخشى من حصول حدث معين .
لهذا نجد في السنوات الأخيرة أن محاولات مؤسسة الفساد ,الظاهر منها والخفي ,وحلفاءها من بعض التجار وبعض السياسيين لمحاربة قوى المعارضة شبابا ونوابا عبر سياسة تقوم على إستخدام العنف والإعتقال والإعلام الفاسد الموجه نتج عنها عودة القوة للتجمعات العامه بعد أن كانت وسيلة منسية منذ هدوء المد القومي منتصف السبعينات من القرن الماضي حيث كانت التجمعات والمظاهرات في الكويت قبل ذلك تحصل بشكل مستمر ويشارك بها الرجال والنساء وحتى طلاب الثانوية العامه .
لكن لنعترف أن الوضع برمته غير مستقر ,وأن النظام الديمقراطي في الكويت ورغم المكاسب التي تتحقق غير متوازن ويتطلب إصلاحا دستوريا وتشريعيا حقيقيا بدلا من طرح أفكار عظيمة كالحكومة المنتخبة من دون تهيئة الأرضية المناسبة لها و وبدلا من المحاولات الساذجة من البعض لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء والحكم بعقلية العشيرة لا الدولة .
مطلوب أن نسمع بعضنا البعض , وألا تتفرد السلطة بالحكم فقط لأنها سلطة , وألا تتفرد الأغلبية البرلمانية في التشريع والرقابة فقط لأنها أغلبية , وألا تتفرد عوائل معينة في الإقتصاد فقط لأنها بادرت ببناء الإقتصاد الكويتي .
المطلوب وقبل أي إصلاحات دستورية جذرية عقد مؤتمر عام تحت رعاية حضرة صاحب السمو الأمير يستمر لمدة شهرين وتعقد فيه جلسات رئيسية وجلسات مصغره , ويشارك فيه الشيوخ , والسياسيين , والقضاة , والشباب الناشط سياسيا رجالا ونساء وشبانا وفتيات , وتشارك أيضا وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني .
ليس مطلوبا من هذا المؤتمر إصدار قرارات وتوصيات فالأهم من كل ذلك سماع الكويتيين لبعضهم البعض ,وعدم تهميش أي شريحة أو فئة أو تيار ,والأمل أن ينتهي المؤتمر بتوافق في قضايا رئيسية تتعلق بوجود الكويت ومستقبلها , وأن يتم حصر الخلافات في حدودها الطبيعية .
بعد ذلك يمكن البدء بالإصلاحات الدستورية والتشريعية على ضوء ما طرح من أفكار وآراء من كل الكويتيين .
الكويت لا تحكم بغير التوافق , والبدو والحضر والسنة والشيعة بنوا الكويت وتقاسموا الفقر والغنى ,ودمائهم إختلطت منذ معركة الرقة إلى حرب تحرير الكويت ,وأهل الفتن لا يمكن أن يفرقوا شعبا كهذا .
من الطبيعي أن يكون في كل فئة عنصريين فالبدو فيهم عنصريين والحضر كذلك , والسنة فيهم طائفيين والشيعة كذلك لكن الأهم من وجود هؤلاء قدرتنا كشعب وكدولة على تحييد العنصريين والطائفيين .
الكويت كانت وستبقى جميلة فقط تحتاج لمزيد من الحكمة والتوافق وتغليب المصالح الكبرى على المصالح الشخصية الضيقه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق