قرأت مقالة للكاتبة السعودية منيرة المشاري في جريدة «الكويتية»، تنقل فيها معاناة المواطن الخليجي في بعض مطارات دول الخليج، عبر سرد قصة حصلت لها تتشابه مع مئات القصص التي تحصل لمواطنين خليجيين يوميا خلال سفرهم.
ومثل هذه القصة نجد مثيلاتها في الصحف السعودية والخليجية، ونتفق مع الكاتبة المشاري، فجودة الخدمة متدنية كمعدل عام في المرافق العامة لدول الخليج مع استثناء بسيط لدولة الإمارات.
لكن ما لا نتفق عليه مع منيرة القيام بالربط بين دولة كاملة، وموقف عابر في مطار ويتكرر مئات المرات في دول متقدمة كأميركا، حيث تتحول «البهذلة» في المطارات إلى نهج عنصري.
في مطار الكويت نفسه هناك عشرات الموظفين والموظفات الذين يتعاملون مع عشرات الآلاف من المسافرين يوميا بأدب ورقي، ويتعرضون بسبب ذلك لأمراض وغيرها من القضايا المتعلقة بالأوبئة.
الكاتبة منيرة المشاري كما لو كانت تعرضت لعطل في إطار السيارة، فاعتبرت أن السيارة كلها متعطلة فلا ماكينة ولا فرامل ولا تكييف.
كم تمنينا أن تنقل لنا الكاتبة -تحقيقا للموضوعية- بعضا من الجوانب المشرقة في الكويت، طالما قررت أن تصدر أحكاما عامة، فالكويت التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة ببلد الإنسانية، لا تزال تتوهج في ميادين الديمقراطية والصحافة والعمل الإغاثي.
وكويت الستينيات والسبعينيات والثمانينيات التي فقدناها جميعا أتت في ظرف تاريخي لم يعد قائما، ويكفي الكويت فخرا أنها أدت دورها كدولة رائدة وملهمة في مرحلة معينة.
عشرات الآلاف من إخواننا السعوديين يزورون الكويت سنويا، ويعودون سريعا للكويت بشوق، ونتمنى أن تكون منيرة من هؤلاء، وألا تجعل من قضية سطحية معبرا لإصدار حكم عام على دولة بأكملها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق