خادمتان أثيبوية وفيليبينية أدينتا بالقتل
فجعت الكويت قبل ساعات بمقتل شابة كويتية على يد خادمة من أثيوبيا في منطقة الصليبخات .
وهكذا قبرت أحلام قبل إنطلاقها , ونزعت إبتسامة من الوجوه وهي بالكاد ترتسم , فغابت الشمس وهي تشرق , وكتب على أب وأم أن يودعا مبكرا , راضين بقضاء الله وقدر , إبنة طالما كانت لهما فرحة دنيا وأمل مستقبل .
الصحف والنواب والأكاديميون ورؤساء ورئيسات جمعيات النفع العام المختصة والأعلاميون وبرامج التلفزيون والناس في تويتر سيتحدثون كثيرا عن هذه الحادثة البشعة , وسيحرص النواب على التصريحات القوية شعبيا , وسيعمل المسؤولون على تقديم كمية كبيرة من الوعود لمحاربة الظاهرة , وسترتدي وسيرتدي الأكاديميون أجمل الأزياء حين تستضيفهم البرامج الحوارية , وسيتحدث المذيعون بنبرة حزن طاغية, وسيستغل بعض المشايخ الحادثة البشعة في محاضراتهم .
وبعد كل هذا الزخم والإهتمام سيعود كل هؤلاء إلى حياتهم العادية فالصحف ستتحول الى قصص مثيرة أخرى تزيد من البيع والإعلانات , والنواب سيرجعون إلى مزايدات أخرى تضمن شعبيتهم , والأكاديميون سيعودون إلى أعمالهم الخاصة المربحة ,وجمعيات النفع العام ستعود الى سباتها الأبدي , والاعلاميون سيبحثون عن مواضيع أخرى يستعرضون فيها قدراتهم في الكشخة والأناقة و " التفلسف" من دون أن يقودون حملات مستمرة لمعالجة القضايا , والمشايخ سيسافر بعضهم لإلقاء محاضرات مدفوعة الأجر.. الدنيوي طبعا , وسيكمل بعضهم سلسلة ظهوره الإعلامي التي لا تنتهي في قضايا قد لا تكون ملحة.
سيعود كل هؤلاء إلى شأنهم الخاص من دون أن يقدموا حلا حقيقيا لكارثة مقتل الكويتيين من صغار السن على أيدي الخدم , وسيبقى الحزن الحقيقي في قلب الأب والأم والأقارب والصديقات الحقيقيات تماما كما حصل مع الطفل سالم العتيبي ( 6 سنوات) رحمه الله الذي نحر على يد خادمة فليبينية , ومع الشابة دلال النقي ( 22 عاما ) رحمها الله التي نحرتها خادمتها الفليبينية قبل زواجها بفترة بسيطة , ومع عائشة الفيلكاوي ( 25 عاما)التي قتلتها خادمتها الأثيوبية طعنا قبل ساعات من زواج عائشة رحمها الله .
ورحم الله سهام حمود فليطح الشمري التي كان من الممكن أن تواصل دراستها الجامعية من دون التعرض لمصير يمكن تجنبه بإذن الله لو بذلت الحكومة والمجتمع جهدا حقيقا لمواجهة مأساة قتل الكويتيين على أيدي الخادمات .
إذن القتل يتم على يد الخادمات لكن المسؤولية تشمل أيضا المسؤولين عن ملف الخدم في الكويت خصوصا مسؤولي وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل ووزارة الداخلية .
لنفكر بصوت عال لإيجاد حل لهذه الكارثة :
- تقوم وزارة الشؤون بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الخارجية بوضع معايير لإستقدام الخادمات منها :
1) ضرورة تمتع الخادمات بحالة عقلية ونفسية جيدة بحيث تستبعد الإنفعاليات وذات الطبع العصبي
2) عدم إنتماء الخادمات لعقائد أو مذاهب تتعارض مع طبيعة المجتمع الكويتي خصوصا أن بعض العقائد تعتبر قتل الأطفال ذبحا طريقا للخلاص والدخول للجنة كما في بعض مدن الفليبين .
- وضع معايير لمكاتب إستقدام الخدم بحيث تكون لديها قدرة على إستقدام عمالة منزلية عالية القدرات وإستمرار الترخيص لهم أو سحب الترخيص على أساس هذه المعايير .
- تخصيص عيادات نفسية لفحص ومعالجة الخادمات التي يشتبه في تعرضهن لأمراض نفسية طفيفة قبل تطورها ويشمل ذلك الخادمات اللاتي يعملن في المنازل .
- قيام مفتشات وزارة الشؤون بزيارات مفاجئة للمنازل للتأكد من تمتع الخادمات بسكن مناسب ومعاملة جيدة وعد إنتهاك آدميتها بأي شكل من الأشكال وتخصيص بدل مالي عالي مقابل ذلك .
- منع المواطن والمقيم الذين يسيئون معاملة الخدم من إستقدام الخدم بشكل مباشر أو عن طريق آخرين في منازلهم إلى أن يتم التأكد من جاهزيتهم لذلك .
- توزيع منشورات للأسر تخاطب الأعمار كافة تدعو إلى حسن معاملة الخدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق