تكريم هيئة الأمم المتحدة لدولة الكويت كمركز إنساني دولي , ولحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد كقائد إنساني يوم الثلاثاء المقبل خلال إنعقاد الجمعية العامة وبحضور زعماء وقادة الدول يعتبر فخر لكل مواطن كويتي ولكل مواطن عربي , فهذا التكريم يأت إعترافا من العالم بأسره بالدور الحضاري لدولة الكويت وبالقيم وبالأرث العربي الإسلامي الذي إنطلقت منه الكويت في ريادتها للعمل الإنساني .
كما يأت التكريم الدولي لحضرة صاحب السمو الأمير ليتوج عقودا من العمل السياسي كان للشيخ صباح الأحمد فيها بصمات إنسانية في حروب وكوارث عدة كان فيها الوسيط الذي يجنب الشعوب البريئة ويلات السياسة ولعنات الصراعات .
وبموازاة الإحتفالات التي ستجرى في الكويت بهذه المناسبة , والتي نتمنى أن تركز على البعد الإنساني وأن تكون معبرة وبسيطة وبعيدة عن بهرجة إحتفالية لم يعد لها مكان في العصر الحديث , ندعو الجميع وخصوصا الحكومة ومجلس الأمة ومؤسسات المجتمع المدني أن يكون هذا التكريم إنطلاقة جديدة نحو عمل عام يرتكز على البعد الإنساني ويبتعد عن المس بحقوق الإنسان .
الكويت لم تكن يوما دفتر شيكات يصرف المساعدات بعشوائية بل أتخذت , وحتى قبل إستقلالها, منحى مؤسسيا يرتكز على العمل الإنساني حين أنشأت صندوق التنمية الكويتي , والذي وفر فرصة الحياة الكريم ,ولا يزال, للملايين من البشر في وقت كانت موارد الكويت محدودة وبنيتها التحتية لم تبنى بعد, ولهذا يكرم العالم الكويت وأميرها لأن هذا النهج مستمر طوال خمسين عاما وأكثر بل وتطور إلى أن أصبحت الكويت البلد الثاني في العالم بعد الولايات المتحدة الذي يقدم مساعدات إنسانية العام 2013 .
ولكن وفي الوقت نفسه علينا أيضا الإنتباه فالمجتمع الدولي الذي يكرم الكويت اليوم يثير أيضا من خلال جمعيات حقوق الإنسان العالمية ومن خلال مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة قضايا أخرى يتوقع من الكويت أن تتعامل بها بشكل إنساني ومنها قضايا غير محددي الجنسية وقضايا العمالة والخدم والقضايا التي تتعلق بحرية التعبير والصحافة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق