من المخجل ان يقوم كاتب ثبت قضائيا أنه مخالف للقانون بمحاولة إيذاء المحررين البرلمانيين في مجلس الأمة فقط لأنهم حضروا حفل غداء أقامه النائب مسلم البراك في مجلس الأمة , مقر عمله منذ 14 سنة , بمناسبة كسبه حكما قضائيا ضد هذا الكاتب .
ومن المعيب على هذا الكاتب أن يخوض معركة تتوفر له فيها الإمكانات كافة ضد مجموعة من الصحافيين البرلمانيين فقط لأنهم من غير محددي الجنسية أو لأنهم من جنسيات عربية .
ومن غير الأخلاقي أن يتم ومن أجل الإنتقام لكاتب سليط اللسان أدانه القضاء الكويتي العادل أن يتم إيذاء صحافيين بهذه الصورة الظالمة والقيام بتصويرهم وكأنهم خارجين على القانون أو كأنهم جواسيس لدول أخرى .
وليس من أخلاق الفرسان محاولة تحويل القضية من التسليم بحكم القضاء العادل إلى محاولة إيجاد أي قضية هامشية للتعلق بها من أجل نصر زائف .
ولهذا يجب على رئيس مجلس الأمة, الذي يتحدث مع هؤلاء المحررين البرلمانيين يوميا , وعلى أعضاء مجلس الأمة أن ينصفوا هؤلاء المحررين البرلمانيين من حملة التشويه التي تمارس ضدهم بسبب شعور كاتب خالف القانون بمرارة الهزيمة أمام النائب مسلم البراك .
عملت كمحرر برلماني في مجلس الامة من العام ٢٠٠٤ الى العام ٢٠٠٨ وأشهد بالله أن العمل في تغطية أخبار مجلس الامة عمل شاق يتطلب حضورا ذهنيا وبدنيا غير طبيعي وكل ذلك من أجل أن يصحو أمثال هذا الكاتب من نومهم الكسول ليقرأوا تفاصيل العمل البرلماني بتعقيداته التي لا تنتهي .
مسألة تنظيم عمل وسائل الإعلام في مجلس الأمة سهلة جدا ولكن هناك من يدفع بإتجاه عزل أعضاء مجلس الأمة وخصوصا نواب المعارضة تدريجيا عن المحررين البرلمانيين عبر إجراءات بدات منذ سنوات بمنع القنوات الفضائية من القيام بتصوير لقطات من الجلسات البرلمانية طوال الوقت ما جعل تغطية البرلمان الكويتي تتحول من أكثر التغطيات الصحافية حضورا في القنوات العربية إلى مستوى لا يليق بالحياة الديمقراطية في الكويت .
مدير إدارة الإعلام الحالي الزميل مظفر العوضي إعلامي مبدع وصحافي حقيقي وعلى الجميع أن يعطيه فرصة تنظيم الاوضاع من دون أي محاولة للتدخل , لهذا فمهمة التنظيم هذه ليست شأنا عاما بالمعنى المباشر كي يتدخل الكاتب إياه فيها كي يجعلها إحدى وسائل الإنتقام من آثار الحكم القضائي العادل .
المحررون البرلمانيون من غير محددي الجنسية يعملون بجهد وإخلاص وهم يتشابهون معنا في طباعهم وتصرفاتهم ففيهم من يبدع في عملة ويرفض الضعف أمام أي إغراءات كبعضنا , ومنهم من يقوم بأخطاء مهنية كبعضنا الآخر , أما التلميح بأنهم جواسيس وأعداء فذلك فجور في الخصومة لا يبرره الشعور بالحسرة جراء حكم قضائي بات خصوصا أن بعضهم ينتمي من أسر شارك رجالها في الحروب العربية وفي حرب تحرير الكويت .
خلال لقاء في إذاعة الكويت قبل سنوات طالبت بالإنتباه إلى قضية عمل بعض المحررين الذين ينتمون لجنسيات عربية كمراسلين لصحفهم في بعض الوزرات الحساسة ليس لان هؤلاء جواسيس لا سمح الله فالسلطات الأمنية قادرة على كشف أي إختراق امني , ولكن لأن الأصل أن يتولى الصحافيون الكويتيون تلك المهام , ومع هذا وطالما سمحت أي جهة للصحافيين من أي جنسية كانوا بالعمل فعلى الجميع عدم التشكيك في عملهم مالم يكن هناك إتهام واضح يقوم على دليل ملموس لا يقبل الشك .
الصحافة مهنة محترمة تقوم بمهام أساسية أهمها توفير حرية التعبير ولهذا علينا جميعا أن نتصدى لمن يقوم بمحاولة تحويلها إلى أداة لتحقيق مصلحة ولإيذاء خصم .
والإصلاح طريق مليء بالأشواك يتطلب القوة والشجاعة والصبر , والحبل لا يمكن أن يترك على الغارب إلى الأبد .
شكرا مجددا يا ادهم على مقالتك هذه التي ارى فيها موضوعية غابت عن تحليلات الكثيرين
ردحذف