البطل عبدالله الثويني يرفع علم الكويت رغم المنع وفي الاسفل الشيخ طلال والنائب مرزوق الغانم لا يزالان يتجادلان تحت العلم الأولمبي ( المصدر وكالات - جريدة الراي)
منذ أن رفع علم الكويت الحالي للمرة الأولى في 24 نوفمبر 1961 لم يغب على الإطلاق حتى أثناء الغزو العراقي للكويت إلا يوم السبت الماضي خلال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية للشباب التي تقام حاليا في سنغافورة إذ كانت الكويت الدولة الوحيدة من بين 205 دولة التي دخل لاعبيها الإستاد الأولمبي من دون علم بلادهم في سابقة جعلت لاعبي الكويت في موقف محرج بين 3597 رياضي آخر حيث يشارك في الدورة 3600 لاعب .
ومنذ أن رفع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح - حفظه الله- علم الكويت أمام مبنى الأمم المتحدة في مايو 1963لم يشهد علم الكويت أي غياب عن أي محفل دولي يشارك فيه كويتيين إلا في هذا السبت الأسود .
وهكذا مست سيادة الكويت في محفل دولي كبير بسبب عدم قدرة مجلسي الوزراء والأمة على حسم صراع سخيف أستمر طويلا بين الشيخ طلال الفهد والنائب مرزوق الغانم وهو صراع يبدو أنه لا يتعلق بالرياضة لا من قريب ولا بعيد فالرياضة لا يمكن أن تكون سببا لهذا الفجور في الخصومة بين الإثنين لدرجة جعلت سيادة الكويت ,التي هي بالتأكيد أكبر من الاثنين, محل تندر بين دول العالم .
48 سنة و8 أشهر و20 يوما من رفع العلم الكويتي في آلاف المناسبات والمحافل الدولية تنتهي بركن علم الكويت جانبا واستخدام العلم الأولمبي بديلا عنه ألا يثير ذلك وطنية وغيرة الشعب الكويتي وأعضاء مجلس الأمة وقبل ذلك الحكومة نفسها ؟ .
وكيف نصل إلى هذه المرحلة الخطيرة من حرمان الكويت من أهم مظاهر سيادتها في الوقت الذي نخوض فيه معركة تحديد السيادة على الحدود الشمالية مع العراق.
لم نكد نسترح قليلا من الدعوات العنصرية النتنة التي حصرت الكويت في سور لا تتعدى مساحته الكيلومترات القليلة وهي الدعوات التي استغلتها أحزاب عراقية لإعادة ترديد الأطماع العراقية, لم نكد نسترح قليلا من ذلك حتى جاء تغييب علم الكويت بعد 17796 يوما من رفعه للمرة الأولى ليطرح السؤال التالي : هل حقا نحن عاجزون كدولة وكشعب عن حماية أهم مظاهر سيادتنا بسبب خلاف ظاهره رياضي وباطنه نفسي بين شيخ لا يريد للتجار أن يفرضوا رأيا على الأسرة الحاكمة وبين تاجر لا يريد تهميش كلمة التجار أمام الشيوخ ؟.
الغريب أن الشيخ طلال الفهد والنائب مرزوق الغانم مبدعان حقيقيان حين تصل المسألة لناديهما فنادي القادسية ونادي الكويت أصحاب المركزين الأول والثاني في كأس التفوق أما حين تكون المسألة خاصة في الكويت الدولة فيذهب إلى الجحيم الشباب الكويتي الذي يريد ممارسة تمثيله لبلده من دون أن يكون مجبرا على السير تحت علم أولمبي وكأنما الكويت جزيرة منسية في بحر الكاريبي لا تملك مقومات الدولة .
الشيوخ والتجار أقحموا في هذا الصراع السخيف جدا بين شخصيتين رياضيتين ناجحتين جدا ولكنها وفي الوقت نفسه يخوضان صراع أفيال حطم كل شيء و تسبب في هذه الكارثة التي تعيشها الرياضة الكويتية.
لسنا في صدد مناقشة من المخطئ من المصيب فحين تحل النكسة لا يجدي غير القرار الشجاع الذي يحفظ للكويت سيادتها بين الدول من دون انتظار ترضية قريب وجبر خاطر حليف .
لتعقد دورة طارئة لمجلس الأمة يتم فيها تغيير القوانين الرياضية المحلية لتتلاءم مع القوانين الأولمبية ولننتهي من هذه العقدة التي تحسمها دول أخرى خلال أيام .
هذا كان الجانب المظلم من الموضوع أما الجانب المشرق فالمشاركة الجبارة للشباب الكويتي في هذا الألمبياد إذ إستطاع السباح عبدالله الثويني أن يصل إلى نهائي 100 متر ظهر رغم كل هذه الظروف التعيسه بل أنه قام بتحقيق ما لا يستطع مجلس الأمة ومجلس الوزراء والشيخ طلال الفهد والنائب مرزوق الغانم بتحقيقه حين رفع علم الكويت أمام العالم .
ولكن ماذا قال الثويني عن مشاركته تحت هذه الظروف ؟
"أحب المشاركة تحت علم بلادي لكنني تحملت مع زملائي أخطاء السياسيين والتشريعات في مجلس الأمة".إنتهى كلام البطل عبدالله الثويني .
هل شعرتم بمدى معاناة الشباب الكويتي من حروب الطواحين التي تخوضونها ويشارككم فيها هواة الصراع لا الإبداع ؟
يا طلال ويا مرزوق رجاءً "شوية" ذوق .
اللهم أني بلغت اللهم فأشهد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق