الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

استاد جابر ... عاد من اللحد إلى المهد



رحلة طويلة مر بها استاد جابر الدولي قبل أن يفتتح أخيرا في الثامن عشر من الشهر الجاري فمن يصدق أن الاستاد الذي تم توقيع عقد بناءه في 17 أبريل من العام 2000 سيمضي تائها لـ 15 عاما بين أروقة الوزارات ومجالس الأمة المتعاقبة , وسيصبح محلا للتحقيقات الصحافية الناقدة, وسيعبر زمن الصحافة المطبوعة إلى زمن شبكات التواصل الاجتماعي ويتحول إلى مادة للتندر فيها من عدم الإنجاز الحكومي وفشل المقاول المكلف إلى درجة تسميته في هذه الشبكات بأكبر طفاية سجائر  في العالم على اعتبار أنه لم يفتتح بعد وأن شكله قريب من ذلك .

هي رحلة في "طريق الآلام " لم تمر بها منشأة سابقة في العالم قبل أن يأتي " الخلاص" أخيرا , فالاستاد احتاج خمس سنوات منذ توقيع عقد إنشاءه العام 2000 قبل أن يتم وضع حجر الاساس له في 12 مارس 2005 تحت رعاية الشيخ جابر الأحمد رحمه وبحضور سمو الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد حين كان رئيسا للوزراء , كما احتاج أربع سنوات إضافية ليتم تشييده , وهي مدد تصنف بأنها " سلحفاتية جدا "   .

وإذا كان إنشاء الاستاد قد استغرق منذ توقيع عقد بناءه إلى حين الانتهاء من تشييده تسع سنوات قبل أن تقوم وزارة الأشغال بتسليمه فعليا للهيئة العامة للشباب والرياضة في 24 مايو 2009 , فإن الفترة التي استغرقها حفل الافتتاح ليتم بالفعل دامت مدة مماثلة منذ التصريح المتفائل جدا لوكيل وزارة الأشغال السابق عبدالعزيز الكليب والذي أعلن أن افتتاح الاستاد سيكون في ديسمبر 2006 من دون أن يدري أن الأمر سيستغرق مدة أطول ليتم في شهر ديسمبر كما قال ولكن مع إضافة تسع سنوات إلى تصريحه .

لسنوات ست منذ استلام الهيئة العامة للشباب والرياضة لمبنى الاستاد العام 2009 ,وإلى حين تولي الديوان الأميري ملف الاستاد ، وحديث الشارع الكويتي لم يتوقف عن أسباب حرمان الكويت من وجود إستاد رياضي يليق بها , وكان الأمر مادة خصبة لمعارضي الحكومة لكي يبينوا للشارع السياسي أنها غير قادرة على الإنجاز .

والديوان الأميري والذي تولى في الفترات الأخيرة ملفات بعض المشاريع المتعطلة أعلن أن تكلفة إصلاح وترميم استاد جابر الدولي ستكلف نحو 8 ملايين دينار وسيتم ذلك خلال 300 يوم وبالفعل أستطاع الديوان أن ينتهي من المهمة في المدة المحددة عبر عقد مع شركة مقاولات كلفت بمعالجة ما قيل أنها تشققات في الأعمدة الرئيسية في الاستاد .

المحزن  أن الاعلان عن افتتاح الاستاد جاء في فترة غير مناسبة رياضيا فالاتحادات الرياضية الكويتية بما فيها اتحاد كرة القدم محرومة من المشاركة في النشاط الدولي بسبب ما قيل أنها قوانين محلية تخالف المواثيق الرياضية الدولية ما جعل منظمي حفل الافتتاح يرتبون لحفل استعراضي يتضمن الألعاب النارية والأغاني الحية إضافة لمباراة غير رسمية بين منتخب نجوم العالم بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشلوتي ومنتخب نجوم الكرة الكويتية , وهو ليس بمنتخب الكويت الرسمي , والمفارقة أن هذا المنتخب سيتم إختياره بطريقة التصويت عبر موقع مخصص لذلك في شبكة الأنترنت .

أحد الظرف علق قائلا تمنينا لو تم اختيار مجلس الأمة الكويتي بطريقة إختيار هذا المنتخب الاستعراضي بنظام الدائرة الواحدة وانتخاب كامل الأعضاء بدلا من الصوت اليتيم .

والوسم ( الهاشتاق) الذي اختاره منظمو حفل الافتتاح للترويج للحفل كان #راح_نلعب في إشارة الى أن الكويت لن تخضع لقرار اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) بحرمان الكويت من اللعب دوليا إلا أن البعض في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر أعتبر أن اختيار هذا العنوان ليس سوى تحديا سياسيا لاتحاد كرة القدم الرسمي ما يخرج حفل الافتتاح من طبيعته الفنية ليجعله مجرد معركة سياسية ضمن حرب تتعلق بأطراف ساهمت كلها  عبر هذا الصراع بتأجيل هذا الافتتاح 15 عاما .

افتتاح استاد جابر الدولي لكرة القدم حلم سيتحقق أخيرا على وزن المثل الشهير " أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبداً "