الأربعاء، 28 أغسطس 2013

كي لا يستغل بشار الأسد الضربة العسكرية




تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية سيضرب عبر الجو مراكز عسكرية ورسمية تابعة للنظام السوري ردا على ما أسماه الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاوز نظام الأسد للخط الأحمر الذي رسمته أميركا للصراع السوري وهو إستخدام السلاح الكيميائي القذر ضد أناس مساكين حسب وصف وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مجزرة غوطة دمشق .

لكن هل ستكون هذه الضربة العسكرية التي يتوقع أن تكون محدودة وغير حاسمة للصراع السوري ذات أثر سلبي فقط على نظام الأسد أم أنه سيستخدم هذه الضربة وما قد يترتب عليها من أضرار حقيقية أو مفتعلة ضد المدنيين ليصور هذا النظام الطائفي الوحشي نفسه وكأنه ضحية للغزو الأميركي للمنطقة . وليبين أمام الإعلام العربي أن كل خصومه في الداخل السوري من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة ودولة العراق والشام ما هم إلا مخالب للقط الأميركي من حيث شاؤوا أو لم يشاؤوا .

هذه الضربة العسكرية تأخرت كثيرا وكان يجب أن تخصل منذ أن بدأ القتل المنهجي وفي مذابح متنقلة شاهدها العالم والسيدان أوباما وكيري على الهواء مباشرة لكن حين تكون مجرد ضربة محدودة وغير مرتبطة بقرار دولي ينتهي بتغيير النظام السوري بنظام يضم كل الأطراف السورية فإن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران قد يحول هذه الضربة لتكون بداية لإضعاف خصومه وربطهم بالمشروع الأميركي إلى أن يصل تدريجيا إلى ما يريد الوصول إليه عبر إستخدام السلاح الكيميائي وهو حسم الصراع بالصدمة المروعة .

مطلوب من الدول العربية وخصوصا دول الخليج أن تضمن أن يكون التحرك الدولي ضد نظام الأسد من النوع الذي يصل إلى نهاية المسار كي لا تتحول سورية إلى صومال جديدة أو أفغانستان أخرى .

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

مجلس الأمة .... كلاكيت 14 مرة



نواب مجلس 2013 ( جريدة الأنباء) 


مجلس أمة من جديد يطل اليوم على شعب عانى الأمرين سياسيا ومجتمعيا طوال خمس سنوات فمنذ العام 2008 والكويتيون في حل وترحال بين مجلس يحل وآخر يبطل قبل أن يعود المحلول ليحل فيبطل المجلس اللاحق فيعود المحلول مرتين ليحل مرة ثالثة .لغز مضحك مبكي كما شر البلية .

المعارضة في الكويت تعاني الكثير لكن لا يمكن أن تحمل كثيرا من المسؤولية فالواقع العملي يثبت أن المسؤولية بقدر السلطة والسلطة كاملة في الكويت تتحكم بها الأسرة الحاكمة فلا صوت يعلو على صوتها ومن يكابر وينفي ذلك لا شك أنه مغيب عن حقيقة ما يحصل في الكويت .

البعض يقبل ذلك ويعتبره ضمانة للإستقرار في حين يعتبر كثيرون أن سيطرة الأسرة الحاكمة على مقاليد السلطة بهذه الصورة يضر بمكانتها المميزة لدى الشعب حين تحمل  مسؤولية كل إخفاق . 

كيف يمكن للكويت أن تخرج من هذا النفق السياسي بأقل الأضرار ؟ هذا سؤال يردده كثير ممن يرى أن الإصلاح بالطريقة المفترضة سيجلب بعض الضرر خصوصا بعد دخول الملاحقات السياسية وعصي الشرطة في المعادلة السياسية .

ربما آن للتيارات السياسية  أن تعود قليلا  للمربع الأول والذي يقوم على مخاطبة الشارع بشكل مباشر ومستمر لتكسب المؤيدين للإصلاح ولتعيد الثقافة السياسية من جديد كعامل مؤثر في كسب القضايا المفصلية بدلا من جدلية  الصراع  الدائم والتي لم ولن توصل لوضع محدد في وجود سلطة لا تقبل المس بصلاحياتها الدستورية  .

لا يعني هذا التهاون أو التراجع عن المطالبات الإصلاحية ولكن يجب إتباع سبل مختلفة تحقق الهدف فالسياسة تقوم على الحركة لا الجمود .

* كلاكيت مصطلح سينمائي يسبق تصوير اللقطة والعدد الذي يتبعه  يعدد مرات إعادة اللقطة بعد فشل تصويرها .