تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية سيضرب عبر الجو مراكز عسكرية ورسمية تابعة للنظام السوري ردا على ما أسماه الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاوز نظام الأسد للخط الأحمر الذي رسمته أميركا للصراع السوري وهو إستخدام السلاح الكيميائي القذر ضد أناس مساكين حسب وصف وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مجزرة غوطة دمشق .
لكن هل ستكون هذه الضربة العسكرية التي يتوقع أن تكون محدودة وغير حاسمة للصراع السوري ذات أثر سلبي فقط على نظام الأسد أم أنه سيستخدم هذه الضربة وما قد يترتب عليها من أضرار حقيقية أو مفتعلة ضد المدنيين ليصور هذا النظام الطائفي الوحشي نفسه وكأنه ضحية للغزو الأميركي للمنطقة . وليبين أمام الإعلام العربي أن كل خصومه في الداخل السوري من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة ودولة العراق والشام ما هم إلا مخالب للقط الأميركي من حيث شاؤوا أو لم يشاؤوا .
هذه الضربة العسكرية تأخرت كثيرا وكان يجب أن تخصل منذ أن بدأ القتل المنهجي وفي مذابح متنقلة شاهدها العالم والسيدان أوباما وكيري على الهواء مباشرة لكن حين تكون مجرد ضربة محدودة وغير مرتبطة بقرار دولي ينتهي بتغيير النظام السوري بنظام يضم كل الأطراف السورية فإن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران قد يحول هذه الضربة لتكون بداية لإضعاف خصومه وربطهم بالمشروع الأميركي إلى أن يصل تدريجيا إلى ما يريد الوصول إليه عبر إستخدام السلاح الكيميائي وهو حسم الصراع بالصدمة المروعة .
مطلوب من الدول العربية وخصوصا دول الخليج أن تضمن أن يكون التحرك الدولي ضد نظام الأسد من النوع الذي يصل إلى نهاية المسار كي لا تتحول سورية إلى صومال جديدة أو أفغانستان أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق