الجمعة، 23 يناير 2015

ملك الإنجازات والإستقرار.




مات الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد مسيرة من الإنجازات ستسجل بأحرف من نور في تاريخ المملكة العربية السعودية ولعل من أهمها الشعور العام بأن المواطن السعودي بالفعل أصبح محور إهتمام الدولة وتمثل ذلك في تعدد المشاريع التنموية التي ركزت على التعليم والتوظيف وتحسين مستوى الخدمات العامة إضافة لتجنيب السعودية المخاطر التي عصفت في منطقة الشرق الأوسط .

الملك عبدالله رحمه الله والذي أشتهر بالبساطة والعفوية كان بالفعل زعيما من طراز نادر فلم يشغل نفسه بالخطابات والتصريحات وركز على الأفعال فإستطاع أن يعلي من شأن المملكة العربية السعودية عربيا فأصبحت هي الدولة المحورية أما دوليا فالسعودية أصبحت عضو في مجموعة الدول العشرين G20 وهي مكانة تبين مدى الأهمية العالمية التي وصلت لها السعودية خلال حكم الملك عبدالله .

من أهم إنجازات الملك عبدالله تحدثث منظومة الحكم في السعودية والإعتماد على الجيل الشاب من أسرة آل سعود وتجديد المناصب التنفيذية في المملكة بأكاديميين متخصصين عبر تعيينات الحزمة الواحدة والتي تضمنت تجديد المناصب الأهم في المملكة دفعة واحدة .

العلاقة بين الكويت والسعودية تطورت خلال عهد الملك عبدالله وكان لافتا العلاقة المميزة بين حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والملك عبدالله ما خلق حالة من التناغم بين الدولتين في ظل محيط من الأزمات الإقليمية والدولية .

رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحفظ الله المملكة العربية السعودية من كل شر .

داهم القحطاني

الأحد، 11 يناير 2015

الرهان .. دائماً وأبداً على ضمائر القضاة




العدالة منظومة متكاملة ومهما اعتراها النقص البشري فالرهان الأكبر يكون على ضمائر القضاة فهم بالنهاية الحصن الحقيقي لكل مواطن.

ومن هذه المنطلق تبرز في قضية سجن الاعلامي والكاتب زايد الزيد والأكاديمي والكاتب الوزير السابق سعد بن طفلة والذي اقتيد من المطار ليسجن بحكم غيابي نافذ بدلا من السفر مع زوجته وابنته لعمرة بيت الله الحرام تساؤلات عدة من أهمها الآتي :

 كيف يمكن صدور حكم نافذ  بالسجن لإسبوع في قضية غيابية يفترض أن المدان فيها لا يعلم عن مجريات القضية شيئا ، فإذا كان حق التقاضي مكفول للمجني عليه فالمتهم أيضا مواطن ويجب أن يتمتع بحق التقاضي عبر معارضة الحكم أو استئنافه فهل يمكن  للمدان وفق الإجراءات الإدارية البطيئة التي يشتكي منها الجميع بمن فيهم القضاة أن يوقف الحكم من دون انقضائه ؟

الجواب بالطبع لا ، فمهما كان سعيد الحظ فسيقضي أغلب الأسبوع مسجونا قبل أن يطلق سراحه وهنا يتم تضييع حقه الدستوري في التقاضي عبر المعارضة أو الاستئناف .

والوضع نفسه يتكرر حين يصدر حكم بالسجن لإسبوع حضوريا فشمول الحكم بالنفاذ يعني عمليا تضييع حق المتهم المدان الدستوري بالتقاضي عبر الإستئناف فمدة الحكم القصيرة لا تترك مجالا لوقف نفاذ الحكم بشكل سريع  وإن قرر قاضي الإستئناف ذلك خصوصا مع وجود الإجراءات الإدارية البطيئة بسبب عدد القضايا الكبير جدا . 

نعم لتطبيق القانون بشريطة ألا يكون القانون عائقا أمام تطبيق روح العدالة إذا ما كانت هناك إجراءات تستهلك زمنا قد لا يكون مهما لدينا لكنه عند المتهم وعائلته يعتبر زمنا مأخوذا من عمره خصوصا إذا لم يتم إدانته بعد بحكم نهائي يوجد مركزا قانونا لا يتغير .

لا عدل إلا عدل الضمير

لا عدل إلا عدل الضمير