وكأنما زايد هو الطليق وخصومه السجناء هكذا تدور أحداث أول حكم بالسجن يتعرض له كاتب في الكويت لمجرد أنه أبدى رأيا في قضية عامة .
وكأنما تراث الكويت الديمقراطي كان قاعة المحكمة والقضاة كانوا الكويتيين المؤمنين حقا بحرية الرأي الذين أصدروا حكمهم عبر قائمة التضامن مع سجين الرأي زايد الزيد .
وكأنما من حاول سجن كاتب دون في صفحة سوداء محاولة عابثة تخلط بين الخصومة السياسية وحرية التعبير فكانت النتيجة سجن أدبي أبدي لا يدخله إلا من يحاول حبس الكلمة في كويت الدستور .
لم يعد الحديث ماذا سيكون حكم التمييز في قضية يحاكم فيها الفكر بقانون جزائي فالمدافعين عن الحرية في الكويت أعلنوا الحكم الأهم بتضامنهم العلني مع سجين الرأي زايد الزيد ورفضهم سجن أصحاب الرأي رغم حساسية التعليق على أحكام القضاء في الكويت .
لم يسجن من أطلق كلمات داعرة ضد خصومه رغم الضيق الشعبي الكبير بأمثال هؤلاء الذين يستغلون القلم ولا يحترمون شرفه في حين يسجن كاتب إنتقد مسؤولا عاما في قضايا أثيرت عبر ديوان المحاسبة وعبر قانون لا يتعلق بالصحافة أو كتاب الرأي إنما بقانون يتعلق بالسب والقذف الذي يحصل في أي خلاف شفهي يجمع الخصوم .
والسبب أن قياديا في تيار سياسي يرتدي عباءة الوطنية والليبرالية طالب وبصحيفة دعوى بسجن خصم سياسي لم يقم سوى بنقده نقدا لاذعا بحجم مسؤوليته عن الأموال العامه .
أطلق سراحهم يا زايد ولا تبخل بالعفو عنهم فأمام قداسة الحق يتقزم الباطل ، وأمام الكلمة الحرة تخر معابد المال والنفوذ فلك الفخر وأنت تجمل الحرية بالتضحية التي لا يعرفها عبدة الذات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق