الأحد، 12 يوليو 2009

هكذا كان سيتواجد الشيخ محمد الصباح في ساحة الارادة


مصدر الصورة: موقع جريدة الابراج


بين "يا هلا ومرحبا " و" اقلط " و" شرفتم محلكم " و" اقدع " وكرم شمري مضاربه الاولى امتدت إلى جبال "أجا " و" سلمى " وحاتم الطائي الذي وصف الكرم به عاشت الدبلوماسية الكويتية امس السبت بحضور عميدها الشيخ محمد الصباح ليلة شعبية في ديوان العم حربي إدهام غنيم الزيد في منطقة الفحيحيل وبدعوة عشاء من الاعلامي زايد الزيد تنقل فيها "بو صباح " بين صفاته جميعا وهو يستمع إلى الأسئلة والنقاشات الصريحة جدا من سياسيين وأكاديميين واعلاميين ومواطنين من اهل المنطقة من جيران صاحب الدعوة فكان المواطن الشيخ الدكتور الدبلوماسي الوزير الذي كشف عن قدرة غير طبيعية في إمتصاص حدة الاسئلة وجعلها منطلقا لردود عميقة في المعنى بسيطة المفردات ولا تخلو من نكته هنا وأخرى هناك .

ورغم ان العشاء كان مناسبة خاصة ولم تكن للنشر الا ان أحاديث الشيخ محمد كانت مهمة جدا بحيث لم يعد هناك مجال لعدم نشرها خصوصا بعد الإستئذان من صاحب الدعوه فالسبق في النشر بالتأكيد لا يمكن أن يكون على حساب القواعد الأخلاقية .


وكيف لصحافي حالي او سابق ان يتجاهل نشر رغبة الشيخ محمد في حضور تجمع ساحة الارادة للتضامن مع المواطن الكويتي المفقود حسين الفضالة , أو ألا يدون للتاريخ الشرح الوافي والمعمق لقضية الحدود مع العراق وبتداعياتها الأخيرة وغير ذلك الكثير الكثير الذي ستكشفه تفاصيل هذا الليلة الدبلوماسية الشعبية المميزة .

الديوان إحتشد بالحضور من النخب السياسية والاعلامية والاكاديمية الذين كان لبعضهم مواقف تنتقد الشيخ محمد وأداء وزارة لخارجية والدبلوماسية الكويتية كتابة وشعرا ولهذا كان متوقعا ان يكون النقاش مفتوحا بلا قيود وهو ما كان .

الشيخ محمد حضر متأخرا بعض الشي فقدم إعتذاره بأدب جم بسبب اجتماع وزاري طال بعض الشيء .

وكعادة اهل الكويت مع بدايات الصيف كان السؤال حول السفر فرد الشيخ محمد ان هناك نية للسفر مع صاحب السمو في جولته في الخارج فالعودة بعد ذلك للكويت لايام معدوده لانجاز بعض الاعمال الوزارية قبل مرافقة سموه مرة أخرى لمقابلة الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن .


وحين هم بذكر تاريخ اللقاء تطوع محمد عباس النومس بذكر التاريخ فسأل الشيخ محمد ضاحكا وغامزا من قناة نشر الصحف للمعلومات التي ربما يكون نشرها مبكرا: " وانت شدراك ؟ صج الصحف ما خلت شي ".


فكان ذلك بداية حوار طريف حول ما تقوم به الصحف من نشر لأخبار يعتبرها المسؤولين غير دقيقة إذ ذكر الشيخ محمد ردا على سؤال حول الاخبار المتعلقة بإقتراح نسب للحكومة حول ندب وزير للقيام بدور وزير آخر مستجوب ان هذا الأمر لم يصرح به "بو فهد " ( الشيخ احمد الفهد ) ومع ذلك نسبته الصحف له .

وفي نبرة تحمل رسالة يريد توجيهها للصحافيين للتدقيق فيما يصرح به الوزراء قال الشيخ محمد " قمت شخصيا بالاتصال في بو فهد للسؤال عن هذا الامر فشرح لي انه قال بأنه طلب من الصحافيين ان يسألوه عن الامور المتعلقه بالتنمية او الاسكان او الشؤون الاقتصادية اما هذا الامر فإذا كان هناك ... ولاحظوا إذا كان هناك شيء من هذا القبيل فاللجنة المختصة هي اللجنة القانونية في مجلس الوزراء ، ومع ذلك وجدنا مانشيات الصحف في اليوم التالي تنسب الخبر له بهذه الصورة "

وحين رد احد الحضور معترضا " يا شيخ منذ 20 سنة واكثر وكل شيء ينحذف على مانشيتات الصحف "

وهنا تدخل الزميل زايد الزيد وقال " ان الشيوخ والوزراء ينتظرون ردود الفعل على نشر مثل هذه التصريحات فإذا كان الأمر إيجابيا لم ينفوها وإذا كان رد الفعل سلبيا تبرأوا منها "

وحين علق الشيخ محمد غامزا من قناة نشر جريدة الآن الالكترونية والتي يرأسها الزميل زايد الزيد للأخبار وعدم انطباق قانون المطبوعات عليها ذكر الزيد ضاحكا " هذا اللي ذابحكم ،انتوا اصلا ناطرين الشاره علينا "


ودار حديث حول مدى انطباق قانون المطبوعات والنشر على ما ينشر في شبكة الانترنت وجاءت ملاحظة اشترك بها الزميلان الاعلامي حسين جمال وخالد الطراح حول أن الذي يضبط العمل الاعلامي في الغرب مباديء اخلاقية مكتوبه يتم الرجوع اليها اضافة الى قيام Federal Communications Commission في اميركا وهي لجنة حكومية مستقلة تابه للكونغرس بتطبيق عقوبات في حالات محدوده على وسائل الاعلام اذا تعرضت للاطفال او الاعراق كما افاد كاتب هذه السطور ان الاتهام ينطبق في النشر الالكتروني على من يمس الذات الاميرية على اعتبار ان قانون الجزاء يجرم الاساءة الى سمو الامير بأي وسيلة , كما ان وجود اعتراف ممن نسبت اليه التهمه يعتبر كافيا على اعتبار ان الاعتراف سيد الادلة .

وحينها سأل الشيخ " وإذا قال المتهم : لا ."


رد القحطاني " حينها لا يمكن اسناد الفعل إليه "


فإقتنص الزميل زايد الزيد وقال " نحن في الآن سنقول لا في كل مره " فساد جو من الضحك .

وهنا انتقل الحديث الى العمل بإقتراح وجود ناطق بإسم الحكومة كي يتم تلافي مثل هذه الاشكالات في حينها وقبل ان تبنى عليها مواقف سياسية وقبل ان تكون لها ردود فعل شعبية فكانت المفاجأة في رد الشيخ محمد حينما قال ان وجود ناطق رسمي للحكومة يتعارض مع المسؤولية الدستورية والقانونية والادارية للوزير على إعتبار أن الوزير مسؤول امام مجلس الامة عن اعمال وزارته وهو رد يبين مدى العمق الذي يفهم فيه الشيخ محمد التوجيه الدستوري في هذا الشأن إذ أن التضامن الوزاري لا يعني تهميش مسؤولية كل وزير على حده أمام مجلس الأمة وهي الفكرة التي يحاول البعض ترسيخها للهروب من المسؤولية السياسية أمام ممثلي الشعب .

الدكتور مشاري الحسيني إستغرب قول الشيخ محمد أن للوزير مسؤولية إدارية وسياسية ، رد عليه الشيخ محمد بالتوضيح ان الوزير في الكويت مسؤول عن اعمال وزارته كافه وضرب مثالا عن ذلك على سبيل الفرض ذكر فيه ان تجاوزات مهندس ما فيما يخص المال العام يتحملها هو كوزير امام مجلس الامة كوزير مختص لانها تبنى عليها مسؤولية سياسية .

ووجد الشيخ محمد هذه القضية فرصة لتوضيح مدى ثقل مسؤولية الوزير في الكويت على عكس دول أخرى يهتم فيها الوزير فقط بالشأن السياسي المتعلق بالسياسة العامة وتترك الامور الاخرى لما يسمى في بعض الدول بالوزير الدائم والذي يقابله كويتيا وكيل الوزارة .

وقبل ان يعتبر الحضور هذا الطرح نوعا من الهروب من المسؤولية كشف الشيخ محمد عن تصور لتحصين الوزير في الكويت من المسؤولية الادارية عبر ترك الامور المتعلقة بالادارة بما فيها الادارة لوكيل الوزارة ولا يكون للوزير تدخل في هذا الشأن .

وحين طرح احد الحضور اقتراحا بأن يتم تثبيت وكلاء الوزارات في الكويت والا يتم استبدالهم مع مجيء كل وزير كان الشيخ محمد مؤيدا لهذا الطرح على ان تتاح للوزير فرصة تغيير الطاقم الذي يعمل في مكتبه اما المناصب المتعلقة بالوزارة فتخضع لنظام الخدمة المدنية ضاربا المثال بالولايات المتحده إذ ان ما يعرف بالتعيينات السياسية التي تتم مع مجيء كل رئيس جديد وتكون لمؤيدي الحزب الفائز فلا تتعارض مع المناصب الاخرى في الهيئات الاميركية وهي التي لا تتأثر بنتائج الانتخابات .

الانتقاد للدبلوماسية الكويتية كان حاضرا بقوة فتم اتهام سفراء الكويت عموما بإفتقادهم للمهارات الدبلوماسية و بعدم وجود جهود واضحة وعدم ظهورهم اعلاميا خصوصا مع اثارة قضايا تتعلق في الكويت في لهم بعكس سفراء دول أخرى وقد تبنى هذا الاتهام الدكتور عبيد الوسمي وزايد الزيد ،وهنا رد الشيخ محمد : انكم تظلمون دبلوماسيينا كثيرا ، وأكد على ان الدبلوماسية الكويتية تحظى بعلاقة ايجابية مع معظم دول العالم ويبرز ذلك في حجم التصويت للقضايا المتعلقة في الكويت في الجمعية العامة للامم المتحدة وفي مجلس الامن وهذا هو الأهم .


وبين اننا بالغنا كثيرا في إنتقاد مواقف بعض السفراء الكويتيين في الخارج خلال إحتلال الكويت خصوصا بعد ان اتضح ان نظام صدام حسين كان يشتري المواقف المؤيده له بالمال والرشاوى ومع اناس لا يمكن ان يتأثروا بالخطاب الآخر في حين ان الكويت ليست من الدول التي تتعامل بهذا الاسلوب .

واوضح الشيخ محمد بأن مسألة الظهور الاعلامي للسفراء غير مطلوبة في كل وقت فالدبلوماسية تختلف عن العمل الاعلامي كما ان مسألة التعامل مع وسائل الاعلام تتطلب مهارات معينة فهناك من لا يعرف التعامل مع العدسات كما ان البعض قد يلاقي قبولا في ما يطرحه ولهذا تسند التصريحات الى من يعرف التعامل اعلاميا .


وعن أداء السفراء الذي يكون خلف الكواليس وبعيدا عن وسائل الاعلام ذكر الشيخ محمد ان بعض الدول ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا تقوم بتعيين سفراء شكليين ممن دعموا الحزب الفائز في الانتخابات ممن يريدون "الرزة " واقامة الحفلات الباذخه في حين يقوم السفير الفعلي بالعمل كله ولا يكون لدى هذا السفير الشكلي اي دور وهو ما يناسب هذه الدول حيث لا تصرف على مثل هذه الامور ومن ذلك سفيرة اميركية عينت بعد فوز الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في باريس بعد ان كانت داعمة رئيسية له في الحملة الانتخابية وكانت إمرأة ثرية جدا تبلغ من العمر نحو سبعين عاما إذ قامت في بداية الامر بتغيير أثاث السفارة بأكمله حين لم يعجبها واقامت حفلات باذخه إشتهرت في الوسط الباريسي كثيرا إلى انتهى الأمر بإشكالية حصلت حينما ماتت وهي سفيرة في مسألة تصنيف الاثاث الذي إشترته فيما إذا كان ملكية شخصية او ملكية فيدرالية .

وهنا علق احد الحضور بأن هذا الاسلوب يصلح للكويت فمن يريد "الرزه" من اصحاب الواسطات فليعطى هذا الدور ليصرف من جيبه وليترك العمل الحقيقي في السفارات وغيرها للمختصين الذي قد لا يجدون واسطة توصلهم لمركز اتخاذ القرار المملوء براغبي "الرزه" وهو تعليق قابله الحضور والشيخ محمد بالضحك .

وواصل الشيخ محمد الحديث عن دور سفراء الكويت حينما ضرب مثالا حول الأدوار التي يقوم بها سفير الكويت في ايران مجدي الظفيري حينما ذكر انه واضافة الى اعماله كسفير فأنه يعتبر مسؤولا عن ملف الحدود الكويتية بشكل عام ولهذا فأنه يقوم بمتابعة هذا الملف وحضور الاجتماعات الدولية في هذا الشأن وفق ما تقوم به الادارات المختصة في وزارة الخارجية في الكويت من اعداد مسبق بتقارير وامور متعلقة في هذا الملف .

ويبدو ان الشيخ محمد وخلال الحديث عن سفير الكويت في ايران مجدي الظفيري كان يهدف ايضا للوصول الى الموضوع المتعلق بالمواطن الكويتي المفقود حسين الفضالة حيث وحين طلب منه المضيف الزميل زايد الزيد مواصلة الحديث على العشاء الذي كان أعد وجهز طلب الشيخ محمد تأجيل ذلك قليلا ليواصل الحديث عن دور السفير الظفيري في قضية فقدان المواطن الفضالة وهو الدور الذي اعتبر الشيخ محمد ان الظفيري وطاقم السفارة هناك ابدعوا فيه حيث ذكر ان قضية المواطن الفضالة واي مواطن تهم الاجهزة الحكومية كافة وتجد كل اهتمام ولا يمكن ان يظن ان الكويت تقصر في هذا الشأن .

وبطريقة العروض التوضيحية قد الشيخ محمد عرضا مفصلا عن هذا الموضوع حيث ذكر ان وزارة الخارجية تعاملت مع هذه القضية منذ بدايتها حيث تم سؤال السلطات الايرانية في البدء فأفادوا بعد فتره ان الفضالة والعمال الاثنين من الجنسية غير متواجدين لديهم وتم الذهاب الى الجيش الاميركي في الخليج لمعرفة ما اذا كان هناك رصد لاي طراد في الموقع المتوقع الذي فقد فيه المواطن الفضالة فردوا بعدم وجود معلومات لديهم عن ذلك كما تم الذهاب الى السلطات السعودية ولم يجدوا اي أثر .

وبين ان الخارجية الكويتية كانت ومنذ تاريخ فقدان المواطن الفضالة بإجرائين في كل شهر من اجل تجديد البحث عنه خصوصا ان للكويت تجربة سابقة في مفقودين في عرض البحر ومنهم الشيخ محمد الحمود والذي فقد منذ منتصف الثمانينات ولم يتم العثور عليه الى الآن .

وكشف الشيخ محمد عن جهود اخرى قامت بها السفارة الكويتية في طهران للبحث عن المواطن الفضالة من خلال البحث عن العاملين الهنديين المرافقين له حيث تم الاتصال بالسلطات الهندية والسفير الهندي في طهران في الكويت وتم التنسيق معهم لمعرفة ما إذا قد تلقى ذويهم اي اتصال او معلومه كما قامت السلطات الهندية بمخاطبة السلطات الايرانية للمطالبة بهم الا ان هذه الجهود كافة كانت تنتهي برد واحد وهي عدم وجود المواطن الفضالة او احد من مرافقيه لديهم .

وكشف الشيخ محمد قئلا : أنني شخصيا قمت بالاتصال بعائلة المواطن الفضالة وأكدت لهم أنني لولا وجودي في اسطنبول لحضور مؤتمر دولي لكنت قد شاركت في المهرجان الذي اقيم في ساحة الارادة فهذا الأمر يهم كل كويتي رسميا كان او شعبيا ولا يجوز ان تتم المزايدة فيه اما من يريد ان يزايد علينا في ذلك فلا نقول الا لا حول ولا قوة الا بالله .

وحين طلب الدكتور فارس الوقيان من وزارة الخارجية ان تنفتح على المجتمع وان يتاح للجميع ان يستفيد من ما لديها من اعمال ضاربا المثال بالخارجية الفرنسية رد الشيخ محمد بالقول ان الانفتاح لا يعني كشف خصوصية العمل كما هو الحال بالخارجية الاميركية التي تعتبر من حيث الاجراءات الامنية وكأنها البنتاغون الا انه اوضح ان وزارة الخارجية ستنفتح على المجتمع المدني من خلال انشاء المعهد الدبلوماسي والذي سيحتفل بعد فتره بتخرج اول دفعه منه وهو المعهد الذي اوجد لاستخلاص تجارب الكويت الدبلوماسية على مر عشرات السنين وخصوصا مرحلة الاستقلال والتي أنشأت فيها وزارة الخارجية من لاشيء للتصدي لتحديات تلك المرحلة والتي تطلبت بناء شبكة من العلاقات لم تكن موجود الا من خلال مكاتب للتجار الكويتيين في لندن والهند .

وكشف عن سلسلة من الندوات سيعقدها عدد من السفراء في تلك المرحلة وسفراء آخرين سيبدأها السفير في طهران مجدي الظفيري وهدفها رفع الثقافة العامة فيما يتعلق بالعمل الدبلوماسي واطلاع المجتمع على الادوار التي قامت بها الخارجية الاميركية.


العشاء الحاتمي الذي جهزه الزيد كان هذه المرة عبارة عن خرفان مفاطيح لم يقاوم الحضور طبخها المميز رغم ان البعض كان ملتزما بأنظمة حمية لم تكن لتصمد امام الخروف المفطح والذي يسميه البدو بأخطر أسلحة الدمار الشامل .

حديث الشيخ محمد الشيق في المواضيع التي طرحت وتقديمه الشروح الوافية بمفردات بسيطة شجع الحضور على مواصلة التحرش بالشيخ محمد فكان الانتقاد من عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق الدكتور عبيد الوسمي والذي اعتبر ان تعامل الكويت الاخير مع قضية الحدود مع العراق لم يكن موفقا خصوصا مع التصريح بأن الكويت ستعمل مع العراق لإخراجه من الفصل السابع في قرارات مجلس الأمن فدار حينها نقاشا مطولا بين الشيخ محمد والوسمي تميز بالثراء من ناحية المعلومات القانونية المتعلقة بمجلس الامن الدولي وقراراته انتهى بطلب من الشيخ محمد بأن يحضر المطيري والدكتور ثقل العجمي وهو اكاديمي في تخصص الحقوق يعتبر خبير اقليمي في هذا الشأن حيث ذكر الشيخ محمد " اننا نرحب ونفتخر في الاستفادة من جهود ربعنا واهلنا في اي أمر يتعلق بمصلحة الكويت .

وخلال هذا الحوار الذي شارك فيه ايضا الدكتور فارس الوقيان ذكر الشيخ محمد ان الكويت والعراق لا يوجد بينهما اي قضايا عالقة فكل القضايا حسمت والقول ان هناك قضايا عالقة يعني ان هناك اخذ ورد فيها وهو امر غير صحيح فالحدود مع لعراق رسمت بقرار دولي وتم وضع العلامات الحدودية بالفعل وكل ما هوم مطلوب في الوقت الحالي صيانة هذه العلامات عبر صندوق مشترك قام العارق بدفع حصته فيه .


واوضح الشيخ محمد ان العلامات الحدودية وهي عبارة عن خرسانة بعرض نحو متر تم توصيلها بأنابيب فيما عدا العلامات ارقام 104 و 105 و 106 حيث حصلت اشكالات يتم حلها حاليا وهي عبارة عن قيام السلطات العراقية ببناء مركز حدودي تصل احد جدرانه الى الجزء المخصص للعراق في احد العلامات الحدودية كما ان احدى المزارع العراقية تجاوز الحاجز الرملي لها بمقدار امتار على الجانب الكويتي الامر الذي دعا الكويت الى المطالبة بإزالة هذه التجاوزات تمهيدا لاقامة منطقة فاصلة في الحدود وهو ما وافق عليه العراق في رسالة من وزير الخارجية زيباري الى مجلس الامن الا ان الحكومية العراقية تقول ان الوضع الامني الحالي لا يساعد ذلك وبينت انها ستزيل هذه المخالفات خصوصا ان هؤلاء المزارعين يقيمون في هذا الموقع حتى منذ عهد صدام حسين وهم تقريبا 90 فرد تم وضع تعويضاتهم في صندوق ان أنشأته الامم المتحده وقدرها مليون دولار وكسور ولم يستلموها حينذاك بسبب تهديد صدام حسين لهم بقطع رأس من يستلمها .

وحين اعتبر الدكتور عبيد الوسمي ان مجرد التصريح بأن الكويت ستساعد العراق على الخروج من الفصل السابع يوجد حالة قانونية يعتبر معها هذا التصريح طلبا رسميا كويتيا بذلك اعترض الشيخ محمد على هذا التفسير فمساعدة العراق على الخروج من الفصل السابع لقرارات مجلس الامن المتعلقة بتحرير الكويت ترتبط بتنفيذ العراق لهذه القرارات وهو ما تسعى اليه الكويت فبقاء العراق تحت الفصل السابع يرتبط فقط بمدى تطبيقه لهذه القرارات ولا يمكن للكوين ان تطالب مجلس الامن بإنهاء الفصل السابع فهي قضية تتعلق بمجلس الامن وهو من ينفذ قراراته ولكن للكويت ان تساعد العراق على ذلك بحثه على تطبيق هذه القرارات .

وقدم الشيخ محمد شرحا لما تبقى من القضايا المتعلقة بالفصل السابع حيث ذكر ان العراق حاليا يستطيع ان يتسلح بماء شاء فلا توجد قرارات تمنعه من ذلك كما ان يستطيع تحريك قواته الى اي مكان بعد ان كان ممنوعا عليه ان يتجاوز خطي العرض 32 جنوبا و 36 شمالا اما القضايا المتبقية عليه فهي المتعلقة بالتعويضات للكويت والاسرى وموضوع الحدود المتعلق بصيانة العلامات الحدودية وازالة التعديات بالامتار والمركز الحدودي العراقي وهي قضايا لا تختلف الحكومة العراقية بشأنها .

وحينما طلب بدر النسيس ان يتم استبدال قضية الديون العراقية بفرص استثمارية للكويت في العراق او بيع هذه الديون لشركات اجنبية لتحصلها من العراق دعا الشيخ محمد الى التفريق بين قضية قرارات مجلس الامن المتعلقه بحرب تحرير الكويت والتي تتضمن قضايا الحدود والكشف عن مصير الأسرى واعادة ما تبقى من رفات الشهداء وبين قضية الديون العراقية .

وردا على مداخلة للدكتور فارس الوقيان تعلقت بالدعوه الى التبادل الثقافي والاعلامي مع العراق لتخفيف حالة التوتر على اعتبار ان امن الكويت الاستراتيجي و جغرافية الكويت تتطلب ذلك وهو ما لم يجد صدى من احد الحضور الذي طالب بالحذر من النوايا العراقية مهما تبدلت الانظمة , ومداخلة اخرى للزميل الاعلامي حسين جمال تساءل فيها عن ما يقال ان انشغال العراق بمشاكله الداخلية قد يجنب دول المنطقة خطره, و بعد ان لفت الانتباه للتحقيقات التي اجرتها القوات العراقية مع صدام حسين بعد القبض عليه وتنشرها جريدة الشرق الاوسط حاليا واقترح ان يقرأها الكويتون جميعا لما تكشفه عن النظرة تجاه الكويت قال الشيخ محمد ان ليس من المصلحة الكويتية وجود مشاكل وقلاقل في العراق فذلك سيمتد أثره للمنطقة وخصوصا فيما يتعلق بالاستقطاب المذهبي والطائفي وهو ما يروجه البعض في العراق حيت يتهمون الكويت بأنها تقف وراء هذا العنف لإشغال العراق في نفسه .


وحينما ضرب الدكتور فارس الوقيان مثال العلاقة بين المانيا وفرنسا خلال القرن الثامن عشر وتشابهها مع حالة الكويت والعراق رأى الشيخ محمد ان العلاقة بين المانيا وبولندا قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الثانية حيث لا تزال بولندا تتوجس الخيفة من الالمان رغم مرور سنين طويلة .



ورأى الشيخ محمد ضرورة إحتواء العراق عبر وجود علاقات قريبة من دول مجلس التعاون على اعتبار انها الامتداد العربي للعراق وذلك قد يتم من خلال إقامة سكك حديدية تربط العراق اقتصاديا بالعالم وحتى لا يتذرع بمسألة عدم وجود منفذ له على الخليج العربي وهي افكار بين الشيخ محمد انها عرضت على دول مجلس التعاون للنقاش .

وبنظرة تاريخية لموضوع السكك الحديدية قال الشيخ محمد " سبحن الله فقضية السكك الحديدية مع العراق والتي كانت مدخلا لمد النفوذ الالماني العثماني للكويت في اواخر القرن قبل الماضي قد تكون في وقتنا الحالي آلية للحد من هذا التوسع على حساب الكويت .

واوضح الشيخ محمد ان الاهتمام بقضية البيئة في العراق يهم الكويت بالدرجة الاولى حيث تأثرت بتجفيف الاهوار في الجنوب حيث زادت نسة الغبار في السنوات الاخيرة كما ان محاضن بيض الاسماك في الاهوار والتي تعرضت للتلف تسبب بالتـاثير سلبا على الثروة السمكية .

وفي هذا الصدد طرح كاتب هذه السطورسؤالا على الشيخ محمد نقل فيه مدى غضب الشارع الكويتي على ما نشر حول استعانة وزارة التربية بمدرسين من العراق فرد الشيخ محمد على الفور بأن هذا الخبر لا يحمل من الصحة ولا حتى مقدار الربع ما جعل السائل يطالب بأن توضح مثل هذه الامور في حينها وقبل ان يكون لها أثر سيء .

وردا على سؤال من كاتب هذه السطور أيضا نقل فيه شعور الكويتيين بالحسرة وهم يقرأون أخبارا حول تبرعات كويتية لبناء محطات كهربائية في دول عربية في الوقت الذي يتواصل فيه انقطاع الكهرباء في مناطق الكويت ذكر الشيخ محمد اننا جميعا نتحسر على ذلك كما ان وزير الكهرباء الدكتور بدر الشريعان يلح بضرورة بناء محطة توليد للقوى الكهربائية وهو ما يتأخر عادة بسبب الدورة المستندية .

الا ان الشيخ محمد استغل السؤال والملاحظة للتعريف بأمور تتعلق بصندوق التنمية الكويتية والاداور التي يقوم بها والأثر الايجابي الذي ينعكس على الكويت في هذا الشأن إذ أوضح ان الكويت لا تقوم بتمويل كافة تكاليف هذه المحطات الكهربائية في الدول العربية انما تساهم بقروض في نسبة معينة تكون في حدود العشرة بالمئة كما تساهم دول اخرى كالسعودية وقطر وغيرها ومؤسسات دولية في المشروع نفسه ولهذا فالمبالغ عادة تكون بحدود 5 او 6 ملايين دولار الا ان هذه المبالغ لها أثر من الناحية السياسية خصوصا حين تحتاج للكويت للتصويت في قضايا دولية .

وضرب الشيخ محمد مثالا على ذلك أفاد الكويت من حيث لا تدري خلال الاحتلال العراقي للكويت بقصة حصلت في العام 1972 حيث تعرضت تعرض احدى المناطق في السنغال الى مرض نادر يصيب سكان احدى القرى بالعمى حيت يتعرضون للسعة ذباب معين فينتقل بيض هذا الذباب من خلال الدم الى عيون المصابين فيفقأ العين ويفقس بيضه هناك ولهذا كان منظرا شائعا ان يقوم شخص ما بقيادة طابور من العميان في هذه القرية وكان شائعا ارتفاع نسبة الانتحار في تلك القرية لعدم القدرة على تحمل آلام هذا المرض وحينها قام البنك الدولي بحملة للتبرعات لمكافحة هذا المرض وقام رئيس البنك الدولي آنذاك روبرت ماكينمارا ,وهو وزير دفاع الولايات المتحده خلال ازمة خليج الخنازير مع الاتحاد السوفيتي وكوبا خلال عهد الرئيس جون كنيدي والذي توفي الاسبوع الماضي , بزيارة لدول المنطقة والتي اعتذر معظمها وحين زار الكويت وقابل سمو الامير الراحل الشيخ صباح السالم والذي وافق على الفور بتقديم مساعدة قدرها 5 ملايين دولار وكان مبلغا باهضا في ذلك الوقت .

وحين تعرضت الكويت الى الاحتلال وقفت السنغال مع الكويت خلال التصويت على القرارات الاممية بسبب هذه المساعده التي كانت الكويت ربما لا تذكرها .

وردا على انتقاد البعض في ان الكويت تقدم المساعده لدول ربما لا يستطيع البعض نطق اسمها قال الشيخ محمد نعم نقدم المساعده لاننا نحتاج الى صوت هذه الدولة مهما كانت صغيرة فدور دبلوماسية المساعدات مهم جدا في حفظ امن الدولة وهو امر تمارسه كبرى الدول ومع ذلك فالكويت لا تقدم منح كالدول الاسكندنافية بل تقدم قروض بفوائد مربحه وصندوق التنمية الذي اعطته الحكومة الكويتية مليار دينار لزيادة رأس ماله والآن موجوداته نحو ثلاثة مليارات دينار ولا يأخذ من الحكومة اي تمويل ويمول ذاته بذاته ويحقق للكويت سمعه دولية ايجابية تضعها بجانب الدول الاسكندنافية والتي توصف بأنها دول تقف مع الفقراء .

واتفق الشيخ محمد مع ملاحظة ابداها المهندس حمد عبدالرضا والذي بين ان الدور الاعلامي للتعريف بالصندوق غير كاف وضعيف حيث ذكر الشيخ محمد انه شخصيا لم يكن يعلم بأدوار الصندوق الا حينما اصبح وزيرا مسؤولا عنه .


وحينما أثار امين عام مظلة العمل الكويتي (معك) أنور الرشيد الاخطار التي قد تنتج عن إنشاء محطة نووية في الكويت في ظل قيام دول متحضرة كألمانيا بإغلاق نحو 20 محطة نووية وإستبدالها بالطاقة البديلة والتي رأى الرشيد انها متوفره بكثرة في الكويت كالشمس وهي الملاحظة التي دعت احد الحضور الى التأكيد على توافر الطاقة الشمسية في الكويت الى درجة ان الشمس تظهر في الكويت ليلا قال الشيخ محمد ان الابحاث في هذا الشأن مطلوب في الكويت كي لا تتأخر عن الركب العالمي اما مسألة إنشاء المحطة فأمر سيحدد لاحقا وفقا للمعطيات والبيانات التي ستتوفر في حينه .

وروى الشيخ محمد قصة حصلت معه في شأن استخدام الطاقة النويية مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حيث كان الشيخ محمد اول وزير خارجية عربي يزور نجاد للتهنئة بعد فوزه في رئاسته الاولى وحينها وفي القاعة الكبرى في مقر الرئاسة حيث تتواجد خريطة كبيرة لايران ودول المنطقة أبدى الشيخ محمد قلق الكويت ليس من البرنامج السري النووي لايران بل من البرنامج المعلن ومن وجود محطة نووية في خورمشهر لما في ذلك من مخاطر وحين نفى نجاد ان يكون لدى ايران برنامج سري سأل عن اسباب هذا القلق فقام الشيخ محمد ليقوم بقياس المسافة بين الكويت وموقع المحطة النووية في خرمشهر في حين لم يستطع قياس المسافة بين موقع المحطة والعاصمة طهران بالاشبار لارتفاع الخريط ليعود ويوقول لنجاد : يا فخامة الرئيس سبب قلق الكويت ان المسافة بيننا وبين موقع المحطة اقل بكثير من المسافة بينها وبين طهرات حيث تجلس هنا ولهذا فنحن اكثر واول من سيتضرر وحينها رد نجاد بعد استغرابه بأنه سيستقبل الشيخ محمد في زيارته المقبله لايران في مكتبه الجديد والذي لن يكون في طهران بل فوق المحطة النووية في خورمشهر للتأكيد على وجود ضمانات السلامة فرد الشيخ محمد بأنه ومع تقديره للايرانيين لن يكونوا اكثر خبرة من الروس حينما حصل انفجار تشرنوبيل ولا الاميركيين حينما حصل تسريب نووي لديهم فرد نجاد طالبا من الشيخ محمد الاطمئنان فالخبرات التي ستدير المفاعل الايراني ستكون ايرانية مئة بالمئة وحينها رد الشيخ محمد بأنه وفي الزيارة المقبلة لن يرتدي البشت والغترة والعقال بل سيستبدل كل ذلك باللباس الواقي من الاشعة النووية.

انتهت قصة الشيخ محمد الصباح والرئيس الايراني لينهي بها الشيخ محمد ساعتين من النقاش الشيق والذي رأى البعض ان الشيخ محمد تميز به واضاف به وبصورة غير مباشرة مفادها ان الفرق بين رجل الدولة ورجل الاعلام ان الأول يتحدث وفق معلومات وأحداث وتقارير ومعلومات منها ما هو معلن ومنا ما هو سري في حين تحدث الثاني وفق المعلومات التي يحصل عليها وما لم يكن ماهرا بالغوص في الوثائق والمعلومات ومالم يكن على تماس بمصادر يستخدمهم للوصول الى الحقيقة ولا يستخدمونه للإخفاء الحقيقة فإن الغلبة ستكون حتما لرجل الدولة .

غادر الجميع الديوان ولم يغادروا القلوب.
أكرمك الله يا بو طلال ( زايد الزيد)
(( الحضور : حربي الزيد ، ناصر بن طفلة ،مطرالزيد ، عبدالرحمن القحطاني ، دعلي الطراح ، محمد عباس النومس ، عيسى عباد المطيري ، أنور جواد بوخمسين ، جسار الجسار ، حسين جمال ، دعبيد الوسمي ، عبدالعزيز اليحيى ، حزام طامي ، محسن الشامري ، داهم القحطاني ، د فيحان العتيبي ، منصور الحربي ، خالد الطراح ، نشمي مهنا ، راشد الرتيبان ، زيد الميلم ، سعد العتيبي ، د وسمي مهنا ، سعد عباد المطيري ، بدر النسيس ، د فارس الوقيان ، عبداللطيف الفضلي ، المهندس حمد الحسين عبدالرضا ، عبدالله كابد الظفيري ، أحمد العساف ، نايف الظفيري ، د ظافر العجمي ، نايف الضليعي ، حسن بن طفلة ، عبيد الرشيدي ، ارديني العتيبي ، سامي الجريد ، فهد نواف بوخشبة ، أحمد الجنفاوي ، ناصرالحربي ، مزيد الزيد ، زايد الزيد ، سالم الزيد ، غانم الزيد ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق