السبت، 7 يوليو 2012

الصراع الحقيقي : من يشكل أغلبية مجلس أكتوبر 2012




لصراع الحقيقي في الكويت الآن لا يتعلق بالحكومة المنتخبة ولا بالإمارة الدستورية التي لا يوجد تفسير محدد لها … الصراع الحقيقي يتعلق بمن يسيطر على مجلس الأمة بعد أن صدمت السلطة بنتائج إنتخابات مجلس الأمة 2012 وبتشكل أغلبية برلمانية لا تخضع في قراراتها للسلطة وتعمل عمليا كحزب حاكم .

تحول كبير جداً هذا الذي حصل فمن برلمان فاسد تسيطر عليه الحكومة وتتلاعب به بتقريب حلفاء وإقصاء خصوم كما يتلاعب الرجل بالمسبحة إلى برلمان تسيطر عليه أغلبية تعمل كحزب واحد وإن لم تكن كذلك ، وتتمتع بقدر جيد من التفاهم رغم الاختلاف في الأفكار والرؤى .

الصدمة لم تشمل السلطة فقط بل تعدت ذلك إلى مجاميع سياسية وتجارية وطائفية تعتمد على تحالفها المعلن وغير المعلن مع السلطة في الحصول على المكاسب والمغانم السياسية وغير السياسية كما التحالف الوطني الديمقراطي وكما جناح الحمائم في التجمع الاسلامي السلفي ( علي العمير ) ومجاميع تجارية ( جاسم الخرافي . محمد الصقر . مرزوق الغانم . محمود حيدر ) وكما في التيارات السياسية الشيعية ( التحالف الوطني الاسلامي عدنان عبد الصمد .أحمد لاري . فاضل صفر ، تجمع العدالة والسلام .صالح عاشور ) وكما شخصيات سياسية مستقله ( علي الراشد ).

الصدمة أيضاً شملت الأذرع الإعلامية لملاك الشركات الكبرى مثل قناة وجريدة الراي ( جاسم بودي) و قناة وجريدة الوطن ( الشيخ علي الخليفه ) وجريدة السياسة ( أحمد الجارالله) وجريدة القبس ( جاسم الخرافي ، محمد الصقر ، محمد النصف ،…) وقناة وجريدة الشاهد (الشيخ صباح المحمد) وجريدة الجريدة ( محمد الصقر ،خالد هلال المطيري ) وجريدة الدار ( محمود حيدر ) وجريدة وقناة الصباح ( الشيخ ناصر المحمد ) وجريدة النهار (جواد بوخمسين) وجريدة الكويتية ( بدر الحميضي وآخرون) .

كما أن هناك مجاميع أخرى صدمت أيضا من نتائج إنتخابات فبراير 2012 كبعض مشايخ القبائل وبعض مشايخ الدين سنة وشيعة ممن راهنوا كثيرا على عهد رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد وهي مجاميع تضررت من هذا التغيير الجذري في تركيبة مجلس الأمة لكنها مجاميع لا تأثير لها لا من قبل أو بعد سوى إضافة مشروعية ديكورية لبعض إجراءات السلطة في مرحلة معينه .

إذن الحديث عن قلب نظام الحكم أو التشكيك في ولاء مجاميع سياسية معينه ليس سوى ألعاب نارية يراد منها صرف الإنتباه عن المعضلة الحقيقية التي تواجهها السلطة وهي فقدان السيطرة على مجلس الأمة تمهيدا للقيام بإجراءات تضمن عدم تكرر نتائج إنتخابات فبراير 2012 وللأبد ، وهي إجراءات محفوفة بالمخاطر لأنها عمليا تعني تقييد حرية الشعب الكويتي بأكمله والتدخل المنظم في العملية الإنتخابية بشكل مسبق عبر تفتيت الدوائر إما عبر تغيير النظام الإنتخابي أو بخوض معركة إنتخابات قاسية يباح فيها كل شيء ما قد يشكل أغلبية ذات سقف عال جداً .

كل طرف سياسي سيحتفظ بتقييمه للأمور وسينعكس ذلك على مواقف وآراء المدونين والكتاب وربما يوصل ذلك إلى إحتقان حقيقي تستطيع السلطة وهي المتضرر الأول والأكبر منه تجاوزه إذا قررت أن تتعامل مع الأغلبية البرلمانية كأمر واقع وكطرف سياسي يمكن كسبه إلى صفها عبر إتباع نهج إصلاحي حقيقي يتعامل مع الكويت كدولة لا كآداة لتحقيق النفوذ .

هناك تعليق واحد:

  1. مقاله صريحه وصحيحه ونشكر داهم القحطاني ونتمنى له مزيد من التوفيق

    ردحذف