الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

مجلس التعاون الخليجي ملاك أم شيطان ؟ ( 1 من 2)




مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهذا هو أسمه الرسمي ليس ملاكا لكنه وبالتأكيد ليس شيطانا كما يصوره البعض , كما أنه وإن كان ليس مجلسا لشعوب الخليج العربي إلا أنه ليس مجلسا فقط للقادة فهناك ألاف الكوادر من شعوب الخليج الذين عملوا جاهدين ومخلصين لتحقيق خير ورفاه دول الخليج عبر عشرات اللجان الفنية التي تجتمع بشكل دوري وأتخذت قرارات إيجابية .

الحلقة مفقودة بين مجلس التعاون الخليجي كمؤسسة وبين شعوب الخليج لأسباب عدة منها :

- الشعور العدائي التقليدي لدى الشعوب العربية ضد أي هيئة تشكلها الحكومات بعيدا عن رأي الشعوب .

- ضعف جهاز العلاقات العامة في مجلس التعاون .

- سيطرة غير المواطنين على معظم وسائل الإعلام الخليجية وعدم إهتمام هؤلاء بإبراز إيجابيات مجلس يفترض لا ينتمون له ولا يتعلق بمصيرهم .

- عدم وجود إيمان وإرادة وخطط من قبل حكومات دول الخليج بأهمية مجلس التعاون الخليجي ودوره المفصلي في تصدي شعوب ودول الخليج ككتلة واحدة ضد تغير المشهد العالمي وتبدل مصالح الدول الكبرى .

وفي هذه السلسلة من الحلقات التعريفية سنسلط الضوء على مجلس التعاون الخليجي بعين الراصد لا المبشر , وبعين المدقق لا الناقد كي تتشكل صورة واضحة عن هذا المجلس لدى القاريء وخصوصا الخليجي قبل الحكم والتهكم على أداء المجلس في قضية جزئية وإغفال القضايا الأهم .

وسنبدأ من النهاية للتعريف ببعض أعمال مجلس التعاون الخليجي التي تتعلق بالمواطن الخليجي بشكل مباشر وفقا لما صدر عن القمة 34 لمجلس التعاون على مستوى القادة والتي إنعقدت مؤخرا  ديسمبر الحالي في الكويت وفقا للبيان الذي لم يقرأه بشكل مفصل ربما 99% من المواطنين الخليجيين كما قلنا للأسباب التي ذكرت سالفا ومنها سوء عرض هذه القرارات وعد التركيز عليها بحملة تعريفية لاحقة .

قمة الكويت أصدرت 50 قرارا متعددا منها قرارات تنفيذية وقرارات ترحيبية وقرارات تأكيدية سنذكر بعضا منها والتي تتعلق بشؤون تخص المواطنين الخليجيين :


 - دراسة لإنشاء صندوق لدعم مشروعات الشباب الخليجي الصغيرة والمتوسطة . 

- تأسيس برنامج دائم للشباب الخليجي مهمته :
1) التعريف بالهوية الخليجية
2) تنمية قدرات الشباب 
3) تفعيل مساهماتهم بالعمل الإنمائي والإنساني 
4) تعزيز روح القيادة والإيجابية لديهم .

- إنشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة وهي خطوة مهمة نوعيا وتمهد لأهم خطوات الإتحاد الخليجي وهي توحيد السياسة الدفاعية لدول المجلس .

- إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الإستراتيجية والأمنية  وإنشاء جهاز للشرطة الخليجية لزيادة فاعلية دول المجلس في محاربة الجريمة المنظمة وقضايا الإرهاب والمخدرات .

- السماح للعاملين في أجهزة النيابة العامة والإدعاء العام في دول المجلس للعمل في الأجهزة المشابهه في أي دولة ما سيقلل الإعتماد على الخارج في هذه المرافق الحيوية والمهمة .

- دعوة دول العالم إلى تحرك جماعي يوفر الحماية لمسلمي ميانمار من المجازر التي وصفها بيان المجلس بالوحشية .

- إعتماد قواعد موحدة في مجال تكامل الأسواق المالية بالدول الأعضاء ما يسهل عمليات شراء الأسهم لمواطني الخليج في بورصات دول المجلس .

- متابعة تنفيذ قرار القطار الخليجي والتأكد من أن كل دول المجلس بدأت في المشروع , وتحديد العام 2018 كموعد لتشغيل القطار الخليجي .

- التواصل مع الرأي العام الخليجي ، ومواطني دول المجلس ، والكتاب والمفكرين للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم بشأن سبل تعزيز مسيرة مجلس التعاون .

بعض هذه القرارات رغم أهميته القصوى  لم يأخذ حقه في التعريف في وسائل الإعلام بسبب تركيز تلك الوسائل على القرارات المتعلقة  بالشأن السياسي فقط .

مقالة يوم غد سنتطرق فيها للتعريف بهياكل وآليات مجلس التعاون الخليجي فلا يجوز أن تغيب هذه المعرفة عن سياسيين وكتاب ومدونين ينتقدون مجلس التعاون بشدة وهم لا يعرفون آلية عمله !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق