الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

الحرب على الأبواب



داهم القحطاني 
كاتب كويتي

الحرب على الأبواب.
تكرر هذا التحذير مرارا خلال السنوات الأخيرة لكنه لم يؤخذ على محمل الجد لأن الظروف الدولية والإقليمية لم تكن توحي أن هناك صراعا مسلحا قد يندلع في أي لحظة، فالمواجهات بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران وعملائها من جهة أخرى كانت مجرد مواجهات كلامية تستهدف موقفا تفاوضيا أفضل في مباحثات البرنامج النووي الإيراني.

هذه المرة الحرب بالفعل على الأبواب فالإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب أعلنت وبوضوح عن نيتها المواجهة مع إيران عبر سلسلة من الحوادث في منطقة الخليج العربي ومنها المواجهة بين المدمرة الأمريكية يو أس إس ماهان وسفينة إيرانية إبريل الماضي.

كما أعلنت الإدارة الأميركية مطلع الشهر الماضي استراتيجية جديدة بشأن إيران تقوم على تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، وتقوية التحالفات الإقليمية ضد الهيمنة الإيرانية، وتدعم كذلك تحجيم دور الحرس الثوري الإيراني، وإضعاف الميليشيات التي تدعمها إيران وعلى رأسها حزب الله اللبناني، ومنظمة أنصار الله في اليمن.

لكن كيف ستكون طبيعة هذه المواجهة؟ وهل ستكون حربا تقليدية أم مواجهات صغيرة ومتكررة تستهدف إضعاف قوة إيران في الإقليم عسكريا ومعنويا؟ 

المؤشرات تبين أن الخطوة الأولى في المواجهة مع إيران بدأت بالفعل عبر تهيئة الأجواء لهذه المواجهة وهو ما تم إثر سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية دبلوماسيا لمواجهة النفوذ الإيراني في الإقليم وعدم التقيد بحالة الترقب التي يفرضها النظام الإيراني ويقوم من خلالها بتحقيق مناطق نفوذ أوسع عبر اسلوب القضم البطيء.

كما أن حادثة إطلاق الصاروخ الحوثي ووصوله لمناطق آهلة بالمدنيين في العاصمة السعودية الرياض اعتبرتها الحكومة السعودية عدوانا عسكريا إيرانيا على اعتبار أن إيران هي من قدم تكنلوجيا هذا الصاروخ للحوثيين.

المرحلة الأولى للمواجهات مع إيران ستكون عبر استهداف خطوط الإمداد التي تقوم إيران من خلالها بتزويد الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان بالأسلحة والذخيرة، ومن ثم توجيه ضربات جوية موجعة في العمق اللبناني لإضعاف سيطرة حزب الله على مناطق نفوذه في لبنان.

هذه المرحلة ستكون فترة اختبار الصبر الإيراني، واستغلال أي فعل إيراني أهوج في منطقة مضيق هرمز بما لها من أهمية استراتيجية للعالم كله لاستصدار قرار دولي يوسع المواجهة مع إيران ويحولها لمواجهة دولية. 
إذن المنطقة ستواجه أوقاتا عصيبة بعد فترة من الترقب , والمطلوب تحديد الخيارات منذ الآن وعدم انتظار تطورات الأحداث. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق