السبت، 27 ديسمبر 2008

إلى النائب الدكتور حسن جوهر مرة أخرى : تنظيم المدونات فكرة مثيرة للشفقة

حرية التعبير تنتصر دوما ( صورة من الانترنت)




دعوة النائب المحترم الدكتور حسن جوهر إلى تنظيم عمل المدونات الكويتية في شبكة الانترنت والتي كشف عنها في تصريح صحافي وأكدها لاحقا في مقالة له في جريدة الجريدة



وهي المقالة التي إختارتها جريدة الآن الإلكترونية لتكون مقالة اليوم


http://alaan.cc/client/pagedetails.asp?nid=25213&cid=47

وبينت انها كانت ردا غير مباشر على مقالة كتبتها في مدونتي




كانت جريدة الآن ايضا قد إختارتها لتكون مقالة اليوم




هذه الدعوه قد تكون المناسبه الافضل للتصدي لهذا التوجه غير الديمقراطي من اجل أن يتم وأده في المهد قبل أن ينمو و يتحول الى وحش إلكتروني كاسر يتعقب المدونين والمدونات .

شخصيا ليس بيني وبين الدكتور حسن جوهر أي خلاف فهو أكاديمي في العلوم السياسية وانا متخصص في العلوم السياسية ولهذا أشعر بأن بيننا لغة فهم مشتركة خصوصا فيما يتعلق بالمصطلحات والتعابير السياسية .


و الدكتور حسن جوهر سيكون بالتأكيد أحد المرشحين الذين سأصوت لهم لو خاض الانتخابات في الدائرة الخامسة كما انه كان النائب الوحيد الذي إعتذرت عن العمل الصحافي في يوم إفتتاحه مقره الانتخابي في العام ٢٠٠٦ وذلك لرغبتي الشديده في الاستماع له بشكل مباشر وبالفعل لم يخيب الظن في تلك الليلة .

ولكن وحينما يتعلق الأمر بأي دعوة أعتقد انها تتعارض مع فهمي للحريات العامة فليس لي الا ان أتصدى لها بالحجة والمنطق والاجتهاد فإما ان اتمكن من اقناع غيري بوجهة نظري او أن اغير من قناعاتي حينما ياتي دليل دامغ او حجة لا ترد .

الدكتور حسن هذه المره لم يأت بدليل دامغ ولم يمتلك الحجة التي لا ترد .

مقالة الدكتور حسن كانت رائعه وقد تبنى فيها موقفا مدافعا عن الحريات العامه ولكن ما أثار الاستغراب الفقرة التالية (وببساطة شديدة، فإن الغرض من تنظيم المدونات لا يتعدى إخفاء روح المسؤولية والشفافية والشجاعة على النشر الإلكتروني الذي لا يختلف في مضمونه عن النشر الصحفي وتمكين أصحاب المدونات من حق إبداء الرأي بعزة وكرامة وليس للاختباء خلف الأسماء المجهولة والمستعارة خوفاً أو حياءً أو استغلال ذلك في ترويج الافتراءات والكذب والتدليس على الآخرين دون أن تكون لهم حقوق الدفاع عن أنفسهم أو التقاضي في إطار سلطان القانون والقضاء.
)


وفي هذه الفقرة تتضح ملامح المشروع الذي يتبناه الدكتور حسن وهي كالتالي :
- تشريع يلزم أصحاب المدونات بكشف أسمائهم الحقيقة
- تشريع يحول المدونات والمنتديات والصحف الالكترونية والمواقع الشخصية إلى كيانات قانونية شبيه بالصحف التقليدية لتنطبق عليها قانون المطبوعات والنشر
- تشريع يمنع إنشاء المدونات الكويتية من دون تطبيق ضوابط معنية

إلى الآن والمشروع عبارة عن مجموعه من الافكار المضحكة والمثيرة للشفقة مع إحترامنا للدكتور حسن جوهر ومع عدم إحترامنا لأفكار لوزارة الاعلام بهذا الشأن والتي تحولت لمشروع قانون أعدته النيابة العامة للأسف وسبق للصحف الكويتية أن نشرته .

ولكن الأمر غير المضحك والمرعب والخطير جدا هي الكيفية التي ستقوم فيه الدولة بمعاقبة المدونين غير المنضبطين .

للاسف ليس هناك سوى طريقة بغيضة واحده وهي وضع ضوابط معينه من قبل وزارة المواصلات على كل صاحب مدونة ان يتبعها والا سيتم حجب مدونته من قبل الشركات التي تقدم خدمة الانترنت تماما كما هو الحال في حجب مواقع الجنس .

او ربما سيتم العكس أي حجب اي مدونه تعنى بالشأن الكويتي الى ان يقوم صاحبها بتوقيع تعهد يلتزم فيه بالخضوع لقانون المطبوعات والنشر كما هو الحال بقيام ملاك الصحف النصية ( برلماني , كويت نيوز , الآن دوت سي سي ) بتوقيع تعهد مماثل .

إذن الوضع في هذه الحالة لن يكون مجرد تنظيم بل ممارسة قمع علني لحرية التعبير أسوأ مما هو موجود في الصحافة المطبوعه ولا اعتقد ان الدكتور حسن جوهر يقبل بذلك.

أما فيما يتعلق بمسألة معالجة قضية من يستخدم شبكة الانترنت في الاساءة الى الشخصيات العامه وربما غير العامه وما يترتب على ذلك من اضرار نفسية فهي مسألة لها جوانب عده ومن الممكن معالجتها بأساليب عده منها:
- القيام بالرد على المسيء في الموقع نفسه إذا كان هذا الموقع تابعا لمواقع شهيره كاليوتيوب أوالقوقل الذي تتبع له معظم المدونات الكويتية أوالياهو والفيس بوك وغير ذلك فالتسجيل في هذه المواقع يتضمن التوقيع على تعهد بحسن الاستخدام ولهذا من حق اي متصفح متضرر أو حتى غير متضرر مراسلة الموقع المخدم وازالة الضرر كما حصل حينما ازال موقع اليوتيوب لقطات مسيئة للقرآن , وأيضا حينما قامت مواقع عده بإزالة صور تسيء لشخصيات عامه وخاصة ولكن المطلوب في هذه الحال اثبات الضرر المباشر والا يكون طلب الازالة لخدمة هدف سياسي .

ولكن وكي لا تنفتح شهية البعض فالازالة تكون معظم الاحوال لاسباب تتعلق بالجنس والاساءة للاطفال وفي بعض المواقع الاساءة غير المبرره للاديان اما في غير ذلك فحرية التعبير بلا سقف .

هذا عن المدونات التي تتبع لمواقع شهيره اما المدونات التي لها مواقع منفصله فبالامكان ايضا تقديم شكوى امام الشركة المستضيفه للموقع واثبات الضرر والامر خاضع لتقدير تلك الشركة .

إذن يجب علي الحكومة والنيابه العامه والنواب عدم القفز على كل ذلك وعليهم عدم التعامل مع الكويتيين على انهم شعب منقسم سيقتتل قبليا وطائفيا لمجرد ان بعض المدونين أساءوا استخدام حرية التعبير , أو أنه شعب غير مؤتمن ويجب محاصرته حتى في أعماق أعماق شبكة الانترنت .

الاستقرار السياسي والأمني يرتبط بحرية التعبير ولهذا فمن مصلحة النظام الحاكم بألا يتم تقييد حرية التعبير بأي وسيلة والا تعرضت الكويت لمخاطر عديده قد يكون من بينها إضطرابات وقلاقل من المتضررين بهذا التقييد وإن كان مستندا لعبارات فضفاضة كالمصلحة الوطنية وغيرها من العبارات الي تستخدمها السلطات العربية المتخلفة كأحصنة طراودة لتلج من خلالها إلى هدفها الأبدي وهو قمع الحريات العامه بصورة غير مكلفه .

وإذا سلمنا بأن كل الصحف الكويتية لا تعبر بالضرورة عن مجموع الشعب الكويتي في ظل اللعب على المكشوف الذي يمارسه معظم ملاك الصحف الكويتية حاليا من أجل مصالحهم لشخصية والعائلية والتجارية والطائفية والسياسية وعلى حساب حرية الصحافة والطباعه والنشر والتي وردت في المادة 37 من الدستور الكويتي فإن التقييد على حرية المواطنين في التعبير عن أنفسهم في الانترنت قد يوصل الكويت الى حالة من الاضطراب الاجتماعي وهو الاضطراب الذي بدت ملامحه واضحه قبيل تشريع قانون المطبوعات والنشر وخفت الى حد ما بعد السماح بالترخيص لإنشاء صحف يومية وهو إضطراب قد يعود بزخم إذا ما شعر المواطن الكويتي سواء كان مدونا أو قارئا لمدونة أن حريته تستهدف وتقمع حتى وهو في منزله .

دكتور حسن جوهر سأستعير منك عبارتك الشهيرة " المدونات وبس ... واللي يراقبها أو ينظمها ياكل خس "
* ملاحظة عامه :
في كل مره تنشر جريدة الآن مقالة لي أتعرض ويتعرض كتاب آخرين للسب والقذف والشتيمه من بعض المتصفحين وهو أمر بالتأكيد لا يتعلق بحرية التعبير, ولكن ومع رفضي لنشر مثل هذه التعليقات التي تتعدى المقال إلى شخص كاتب المقال فإن لذلك إيجابية لا تخفى وهي فرصة الاطلاع على ما يفكر به البعض ممن تصادفهم في حياتك العملية وهم يبتسمون والقلوب فيها ما فيها .

هناك 3 تعليقات:

  1. مدونه مميزه..لكاتب وصحفي مميز..تختلف معه أحيانا وتتفق معه أحيانا..لكنك لا تملك إلا أن تحترم شجاعته وصراحته..وتستغل فرصة تجولك في مدونته..لتستفيد من رجاحة رأيه وفصاحة قلمه وجمال أسلوبه..
    بالتوفيق يا أستاذ داهم..والى مزيد من الابداع..

    حمد نايف العنزي

    ردحذف
  2. مشكور يا اخ حمد هذا من ذوقك

    ردحذف
  3. الأخ داهم...
    بمثلك من الشباب نتشرف..شجاعة وحصافة رأي و أدب جم وجرأة في الحق و أسجل إعجابي بما تقول ومثلي كثير من زملائي و أصدقائي في السعودية يرون فيك ذلك ممن يهمهم الشأن السياسي في الكويت و الخليج بشكل أعم... بارك الله فيك

    سلطان الرويلي_ السعودية

    ردحذف