الخميس، 10 مارس 2011

حكومة السيف و"المفطح"





ملك المغرب محمد السادس أعلن وبمبادرة استباقية عن إصلاحات جذرية للدستور المغربي .
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أعلن عن اقتراح بإعداد دستور جديد تعده الحكومة والمعارضة معا.
تونس في طريقها لإعداد دستور جديد .
مصر ستقوم بتعديلات دستورية تمهيدا لإعداد دستور جديد.
الحكومة في الكويت مشغولة بالاستمرار في السلطة وتستعد لدفع أي ثمن مقابل ذلك.
المعارضة في الكويت مشغولة بتشريعات خدماتية وتتحاشى الخوض في إقرار حزمة من التشريعات الإصلاحية .

العالم العربي يتقدم ونحن لا نزال "مكانك راوح" ولهذا أقترح أن تتخلص الحركة الشبابية التي تتشكل حاليا في ساحتي التغيير والإرادة من قيود القوى السياسية والنواب وأن تبدأ حملة مدنية تبدأ بالتجمعات السلمية وتنتهي بتغيير شكل النظام السياسي في الكويت وتحويله إلى نظام برلماني حقيقي تتكون فيه السلطة التنفيذية من رئيس للدولة وهو سمو الأمير يتولى القضايا الكبرى ويكون رقيبا على أعمال الحكومة , ومن حكومة برلمانية منتخبة يتولى رئيس التيار الفائز في الانتخابات رئاسة الوزراء ليكون خادما للشعب لا ذو منصب فيه من الوجاهة أكثر من الكفاءة .
.

العمر الافتراضي للحكومة الحالية انتهى ليس لأن هناك تجمعات تطالب سلميا برحيلها وليس لأن مسلم البراك يخوض حربا سياسية مشروعه ضد رئيسها ولكن وبكل بساطة لأن استمرارها أصبح عبئا على الكويت بشهادة أكبر المؤيدين لها من النواب والذين طالب بعضهم برحليها علنا.

من يقول أن المطالبة بتشكيلة حكومية جديدة بوسيلة سلمية يعتبر تعديا على حق صاحب السمو الأمير في اختيار رئيس الوزراء فهذا صاحب رأي ساذج لا يستحق حتى مجرد الرد لأن الموافقة على هذا الرأي تعني وببساطة هدم النظام الدستوري الكويتي برمته.

التغيير الوزاري في كل بلد ليس بسبة أو نقيصة إنما يعتبر وسيلة لتحريك القضايا الخلافية وعدم إبقائها كالجرح الملتهب المفتوح.

ولكن ما الذي يمنع إعادة تشكيل الحكومة الكويتية بالرغم من الأوضاع التي كادت أن تتفجر بعد "مسخرة" ضرب النواب و"هزلية" الملاحقات السياسية لولا القيام بإجراءات خففت الاحتقان موقتا ؟

العلة تكمن في الأغلبية النيابية التي تشكلت في المجلس الحالي لدعم الحكومة بالحلوة والمرة وبطريقة مقاتلي الكيماكازي اليابانيين فنواب الحكومة أوجدوا مراكز قوى تقوم على وجود حكومة ذات نهج "السيف والمنسف" ولأنهم أدمنوا المنسف أو "المفطح" بلهجة بدو الكويت وبعض حاضرتها لم يعد ممكنا لهم أن يتحملوا مجيء حكومة أخرى قد لا تجيد طبخ المناسف ولهذا ليس لهم سوى الحفاظ على هذه الحكومة ما أمكن .

هذه الأغلبية قد تنقلب إلى وحش كاسر ضد السلطة إذا شعرت أنها ستهمل بعد مجيء حكومة جديدة بنهج جديد وربما برئيس جديد , وقد تتسبب في عرقلة الخطوات الإصلاحية التي لا زالت في ذهن صاحب القرار .

ما الحل إذن ؟
ربما يكون الحل بتوزير نائبين من هذه الأغلبية لطمأنتها, وهو حل براغماتي يهدف إلى احتواء أي تطرف ضد أي نهج جديد ولا شك أن هذه الأغلبية يوجد فيها من يسيل لعابه للمقعد الوزاري .

الانتقال السلمي والسريع لحكومة جديدة ذات نهج جديد وربما رئيس جديد لم يعد خيارا بل قدر علينا عدم المغامرة بتهميشه .

هناك تعليق واحد:

  1. استاذى الفاضل
    كونى من اليمن اؤكد لك ان طرح الرئيس اليمنى لتعديل الدستور ونظام برلمانى مجرد مناورة فالاستبداد لا يتنازل بل يتلاعب فقط .
    الكويت بشعبها ومثقفيها اثارت اعجابى دوما ومجلة العربى وصوت شادى الخليج ورائعة مذكرات بحار لا زلت احتفظ بها فى مكتبتى السمعية واتمنى الخير دوما للكويت . الشعب الكويتى يستحق بعد كل تللك التضحيات فى الغزو وبعد كل تلك السنوات فى العمل النيابى ان يكون لديه حومة منتخحبة من الشعب .السؤال الذى حيرنى فى التسعينات بد الغزو ,لماذا لم يطلب الكويتيون حكومة منتخبة بعد الغزو خاصة ان الشعب اثبت ولائه للاسرة الحاكمة وللكويت قبلها ؟

    ردحذف