الاثنين، 22 أغسطس 2011

هل تبادر الأسرة الحاكمة بمشروع إصلاحي متكامل ؟


الصورة الأشهر في تاريخ الكويت الحديث ... لحظة تسليم مسودة الدستور للشيخ عبدالله السالم 



الأهم من عرض إخفاقات الدولة الحديثة في الكويت أن يتم البحث عن حلول أو عن نظام سياسي بديل ولا أقول نظام حكم بديل .




والبحث عن نظام سياسي بديل أصبح خيارا مصيريا ليحل مكان النظام الحالي الذي كان يناسب فترات قد مضت من تاريخ الكويت السياسي ولم يعد قادرا الآن على إدارة الصراع الطبيعي بين مكونات المجتمع على مختلف الأصعدة سياسيا وطائفيا ومذهبيا وإقتصاديا .




ولكن من يملك زمام المبادرة في هذا الشأن ؟


الأمر ليس بنزهة وبالتأكيد الأماني وحدها لا يمكن أن تحقق الإصلاح فالمبادرة التي قد يكتب لها النجاح يجب أن تصدر ممن يملك القدرة على إنجاحها ولهذا ليس هناك أي فرصة لكي تنجح المبادرات الإصلاحية التي تصدر بصيغ غاية في الروعه ولكنها في النهاية تبقى حبرا على ورق كما يقال لأنها صدرت من أطراف غير مؤثرة ولا تملك قدرات سياسية وشعبية تتيح لها حتى مجرد المحاولة .




إذن مرة أخرى  من يملك زمام المبادرة في هذا الشأن ؟.




لا شك أن المبادرة الأهم يجب أن تصدر من الأسرة الحاكمة بصفتها الطرف الآخر في العقد الإجتماعي والذي أنشأ الكويت الحديثة ونظم العلاقات بين مكوناتها السياسية والإجتماعية .




ومبادرة الأسرة الحاكمة حتما ستجد صدى واسعا على المستوى الشعبي والسياسي على إعتبار أن الأسرة الحاكمة في الكويت تعتبر من القواسم المشتركة التي لا يختلف عليها الشعب الكويتي رغم المحاولات العديدة التي قام ويقوم بها بعض أفرادها لإفراغ الدستور من مضامينه الديمقراطية .




ويشترط بالطبع أن تكون هذه المبادرة ملتزمة بالتوجيهات الدستورية التي تمنع أي مبادرة تنتقص من مباديء الحرية والمساواة , كما يشترط أن لا تتم هذه المبادرة إلا بعد مشاورات معمختلف شرائح الشعب الكويتي كي تكون لها مرجعية شعبية .




أما المبادرات التي تحدث عنها نواب ودعت لها تيارات سياسية عدة  فلن يكتب لها برأيي النجاح ما لم تسند بضغط شعبي منظم  وغير مسبوق ,ولهذا ففرصة حصول ذلك في ظل المشهد السياسي الحالي ضعيفة ,فالتيارات السياسية إما أنها أرتمت في حضن السلطة وتمتعت بعطايا تمنعها من تقديم مبادرات تقيد السلطة وتحد من نفوذها , وإما أنها قطعت كل الجسور مع السلطة فلم تعد طرفا يستطيع إدارة حوار مع السلطة لإنجاح أي مبادرة.




الطريق الثالث ربما يكون عبر حركة شبابية ممتده لا تقف عن مقدسات ومحرمات, وربما تفرض تغييرا جذريا يحول النظام السياسي الحالي من نظام ترضيات وتسويات إلى نظام سياسي صحي قادر على التعامل مع الصراعات السياسية وتوجيهها إلى مصلحة الكويت كبلد موحد تكون الإختلافات فيه كما  الفسيفساء في اللوحة الجميلة .. تنوع في الأشكال والألوان  يشكل في النهاية لوحة جميلة ومتفردة  . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق