الأحد، 4 سبتمبر 2011

ضد الفساد وليس ضد نظام الحكم


بالإصلاحات السياسية فقط تبقى الكويت جميلة




كتبت مقالة  سابقة عن حاجة الكويت لربيع كويتي فحاول البعض تحوير معانيها لتكون موجهة لنظام الحكم ,وهكذا يحاول ماسحو الجوخ من المتعلقين بنظام الحكم تصوير كل حركة إصلاحية بأنها موجهه ضد أسرة الحكم ,والكل يعلم أن المعارضة الوطنية مخلصة لنظام الحكم الدستوري أكثر من غيرها ,وصدق في هذا الصدد النائب الوطني الرمز أحمد السعدون حينما قال في لقاء تلفزيوني  أن أي محاولة لقلب نظام الحكم سيتم التصدي لها مباشرة حتى قبل أن يطلب أحد ذلك .


أقول ذلك وانا أعلم ان البعض في الأسرة الحاكمة يدرك مدى اخلاص الشعب الكويتي ولكنه يريد من يتبع من دون معارضة ولو كانت هذه المعارضة  بنهج دستوري لا يصل الى حد قلب نظام الحكم بشكل فعلي .


وبالمناسبة إشاعة مصطلحات مثل "قلب نظام الحكم " و" هذولا ما يبون أسرة الصباح " في الكويت  تمت في محطات فضائية تطرح نفسها كمدافعة عن أسرة الحكم خلال الإستجوابات التي قدمت بحق رئيس الوزراء والوزراء الشيوخ , وهي في حقيقتها  محطات فضائية  أضرت كثيرا بمكانة الأسرة الحاكمة حين حاولت جعلها طرفا في الصراع السياسي بصورة مباشرة بينما هي , الأسرة الحاكمة, أحد الثوابت التي لا يختلف عليها الكويتيون .


العالم يعيش مرحلة قيام الشعوب وبشكل مباشر بإصلاح نظمها السياسية عبر ثورات مستحقة في تونس ومصر واليمن رغم وجود إنتخابات وبرلمانات , وقد بارك العالم المتحضر هذا الربيع العربي وأعتبره مستحقا منذ فترة طويلة كانت هذه الأنظمة فيها  تصم   أذنيها عن الحاجة الملحة لعمليات الإصلاح السياسي  .


بعكس المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية هذان النظامان الوراثيان اللذان قاما  بإصلاحات دستورية جذرية أهمها إنتخاب  الشعب لحكومته , لم تقم  الحكومة الكويتية أو مجلس الأمة بأي إصلاحات دسورية وقانونية جذرية رغم الحاجة الملحة لها والسبب لم يعرف بعد فهناك من يقول أن الكويت لا تحتاج لهذه الإصلاحات لأنها أستجابت لمطالب الشعب منذ خمسين عاما , وهناك من يقول أن أي إصلاح مستقبلي يعني بالضرورة تشكيل الحكومة عبر إنتخابات مباشرة ولهذا لا يفتح المجال لذلك أبدا.


وعبر سياسة شراء المواقف والولاءات السياسية تم تحييد قوى سياسية عريقة فالسلف لا حول لهم ولا قوة  فهم مع الحكومة دوما  لحصد المزايا ,والشيعة حلفاء للحكومة مقابل تسهيلات عديدة لم تتحقق خلال فترة معارضتهم ,  وكتلة العمل الوطني حيدت ببعض المناصب الوزارية , ولهذا لم يكن للحديث عن الإصلاح أي معنى في الكويت  طالما كان قرار مجلس الأمة خارجه .


هذا الوضع كان ليستمر رغم الحراك الشبابي المتواصل منذ سنتين للإطاحة برئيس الوزراء الحالي , ورغم الصعوبات التي تواجهها الحكومة وحلفاؤها لولا أن  جاء من يريد ليس وقف عجلة التاريخ في الكويت  عن المضي نحو الإصلاحات المستحقة بل عودة هذه العجلة إلى الوراء  عبر قضايا فساد معلنة  هذه المرة , وعبر تقارير موثقة أبرزها ما تعلق بفضيحة الإيداعات المليونية في حسابات بعض النواب والذين كانوا بالأصل محل شبهة أمام الشعب الكويتي  ما جعل الصدمة تنبه الإصلاحيين أن الوضع لا يحتمل التهاون  .


أمام هذ الوضع المزري لم يعد للأغلبية البرلمانية أي قيمة فالمواطنين وخصوصا الشباب منهم والذين فهموا دروس الربيع العربي جيدا قرروا مواجهة الفساد بشكل مباشر وميداني فالفساد هو الشيء الوحيد في العالم الذي إن لم تهاجمه في عقر داره فتك بك في عقر دارك .


الربيع الكويتي سيقتلع الفساد من جذروه مهما أعتقد بعض المنتفعين أنه مجرد وهم فزعماء التجمع الدستوري الديمقراطي في تونس وزعماء الحزب الوطني الديمقراطي في مصر كانوا وإلى اللحظات الأخيرة من عمر نظاميهما خارج نطاق العقل والمنطق ويعتقدون أن الشعب في "سابع نومة" .


نصيحتي البسيطة كمواطن مخلص لبلدي ولدستوري ولأميري  ليكن الإصلاح السياسي الشامل في زمن تخلص المعارضة الوطنية فيه الولاء لنظام الحكم بدلا من أن يتم في زمن لا نعرف ملامحه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق