الاثنين، 11 مايو 2009

أيها الرجل العملاق في حب الكويت حمد الجوعان ... كم إشتقنا لزمنك الجميل

صور لمراحل من تاريح حمد الجوعان ( المصدر : جريدة القبس , جريدة الجريدة )




العملاق حمد عبدالله الجوعان يتشرف القلم بالكتابة عنه فهو عملاق في كل شيء.


والرجل الكويتي الشريف النظيف المتعالي على كل سوء المحب للكويت من أعماق الأعماق , غير مستغرب أن يتحول لرمز وطني يؤثر في معاصريه ولا يزال يؤثر في شباب بعضهم ربما لم يلد او كان في عمر الطفولة حينما كان الجوعان نائبا يمثل الأمة بشرف ومع ذلك فالصدق والإخلاص لهذا الوطن ومقدار الوطنية الذي كلل حياة هذا الرجل جعله يصل إلى عمق النفس الكويتية مهما تغيرت الأماكن والأزمنه وهذا لعمري الفخر بعينه .


شامخ كالجبل كان الجوعان ي العام 1993 حينما واصل الحديث لساعة كاملة بعد ان تم التجديد له لاربع مرات في سابقة لم تحصل لا لمن قبله ولا لمن بعده من النواب وكان حينها يدافع ببسالة ووضوح وشجاعه عن الغزو التي تعرض له أموال الكويت من قبل سراق المال العام خلال نقاش تقرير وفد اللجنة المالية عن فحص ميداني لمكتب الاستثمار في لندن والاستثمارات الكويتية في أسبانيا أعقاب فضيحة دي لاروسا وسرقة القرن آنذاك .


برلماني حتى النخاع كان الجوعان حينما إستطاع بسؤال برلماني كان حينها ولا يزال السؤال البرلماني الأطول في تاريخ الكويت , ان يجبر رئيس مؤسسة الموانيء على تقديم إستقالته نتيجة لشبهات التعدي على المال العام والتي بينها الجوعان بمهارة في سؤاله ما جعل هذا السؤال يغني عن إستجوابات عده يقوم بها نواب ولا يصلون فيها إلى نتيجة ولا غرابه فقوة الحق وبراعة الحجة وطهارة اليد ونظافة اللسان جعلت الجوعان يصل إلى مبتغاه في حماية الكويت من سراق المال العام من دون صوت عال أو صراخ لا يوصل إلى شيء .


مناضل من الطراز الأول دفاعا عن الحريات العامة وعن الدستور الكويتي ولا غرابة ان يكون من تلى برقية المواطن الشريف الشهيد محمد المرزوق والتي وجهها في ديسمبر بإسمه وعنوانه إلى وزير الداخلية آنذاك إحتجاجا على الإجراءات القمعية التي قامت بها قوات الأمن لتجمعات دواوين الاثنين التي جرت في ديوان النائب السابق أحمد الشريعان .


محل ثقة مجلس الأمة كان حينما ندبه المجلس في العام 1986 للتحقيق في سجلات البنك المركزي لفحص تجاوزات نسبت إلى البنك المركزي الا ان مجلس الامة تم حله قبل 3 ايام من قيام الجوعان بمهمته التاريخية .


الرجل من العيار الثقيل الثقيل ففضلا عن قيامه بإنشاء مؤسسة التامينات الإجتماعية والتي تعتبر بحق مصدر الأمان للكويتيين جميعا من تقلبات الدهر فإن الرجل وخلال لحظاته البرلمانية الاولى كان برلمانيا من الطراز الأول فقد أثار في الجلسة الثانية بعد الجلسة الافتتاحية في مارس 1985 تفعيل المادة 98 من الدستور المتعلقة ببرنامج عمل الحكومة ليبدأ نقاشا برلمانيا تاريخيا شارك فيه وزير المالية جاسم الخرافي ووزير العدل سلمان الدعيج ووزير التخطيط والصحة عبدالرحمن العوضي والنواب مشاري العنجري وجاسم القطامي وخميس طلق عقاب وهاضل الجلاوي و عباس مناور و فيصل الدويش وجاسم العون وفلاح الحجرف الى ان تدخل في النقاش سمو الامير الراحل الشيخ سعد العبدالله ثم البرلماني الرمز احمد الخطيب الى ان انتهى الامر بتقديم الجوعان والمنيس وناصر البناي وناصر صرخوه وخميس طلق عقاب بإقتراح ان تظل الجلسة مفتوحه الى حين ورود برنامج عمل الحكومة وهو الطلب الذي ناقشه الشيخ سعد ويوسف المخلد ومبارك الدويلة وعبدالله النفيسي وسقط في التصويت قبل ان يتم استبداله بتعهد الشيخ سعد بأن يقدم البرنامج خلال 4 اسابيع .


كم هو غبي هذا الرصاص الذي يستهدف الأجساد فمثل حمد الجوعان لا يوقف مداده مئات الأطنان من الرصاص فكلمة حق واحدة تهوي أمامها عقول المتجبرين والطغاة إن كانت لهم عقول أساسا .


كم هي غبية كانت هذه الرصاصة التي شلت الجسد ولم تستطيع شل الفكر .


وكم كان الجوعان عظيما حينم أبدى تسامحه وعفوه وطلب من النائب العام قفل باب التحقيق في قضية محاولة إغتياله ليقدم مثالا نبيلا للتسامح في بلد لا تزال النعرات القبيلة والطائفية والمذهبية تجد مكنا يتسلق الانتهازيين من خلاله وعلى حساب هذا الوطن الجميل .


كم يتشابه حمد الجوعان مع الكويت التي نريد ... الكويت الخالية من الفساد الثابته على الحق الرافضة للحرمنة المقبل على التنوير الرافضة للتخلف المنفتحه على الجميع الحاضنة للمظلومين .



كم كان عظيما أمير القلوب الشيخ جابر الاحمد حينما أمر بتكريم يستحقه حمد الجوعان بمنحه ان مميزات رئيس المجلس الاعلى للقضاء في الكويت العام 2001 " تقديرا من سموه حفظه الله لما بذله حمد الجوعان من جهود مخلصة لبلده اثناء توليه الوظيفة العامة او من خلال عضويته فى مجلس الامة " كما قيل في البيان الرسمي حينها .


وهكذا هي الكويت حينما تكرم أبنائها بما يستحقونه فالثروة الاولى ليست النفط بل الإنسان العظيم المخلص المغموس بحب وطنه كحمد الجوعان وكرجال ونساء كثيرين عرفنا بعضهم وغاب بعظهم بصمت .




كم هي مفرحه عودة حمد الجوعان للحياة العامة فشكرا لبرلمان القبس على هذه الهدية الغالية التي اعادت حمد الجوعان إلى الندوات العامه بعد نحو 15 عاما , وليس 20 عاما كما ذكر , حيث شارك الجوعان ربما للمرة الأخيرة في ندوة عامة في الندوة التي نظمتها كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في 1994 عن قانون الجنسية وتعديلاته وهي الندوة التي شاركه فيها النائب السابق شارع العجمي .


مساء الثلاثاء عرس جديد للكويت سيعيد لنا ذكريات الزمن الجميل .


وآه كم إشتقنا للزمن الجميل .


هناك 5 تعليقات:

  1. مقال أكثر من رائع أستاذ داهم
    فعلا حمد الجوعان من الرموز البرلمانيهالتاريخيه التي عرف عنها الوطنيه و النفس المتسامحه وهو فعلا مشرف ويفخر به
    كم نتمنى لو يتعلم منه بعض أعضاء برلماننا
    خصوصا بعد أن أصبح البرلمان للأسف منبر للتهجم على الوحده الوطنيه والأساءه لكويتنا الجميله
    شكرا لك أنت داهم
    ودائما متميز بطرحك الوطني وصراحتك الجميله
    تحياتي

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا يا فنيس على شعورك تجاه الرجل

    ردحذف
  3. اخوي داهم انا من اشد الناس المعجبين بكتاباتك وبك شخصياا:)
    فشكراا وسلمت يداك على هذا المقال الاكثر من راااااائع.
    حمد الجوعان رمز من رموز الوحده الوطنيه اطال الله بعمره وغمره بموفور الصحه والعافيه..

    ردحذف
  4. شكرا جزيلا يا اخت نور


    اهم من وجود الرمز الوطني الاستفاده من تجربته التاريخية في واقعنا العملي .

    ردحذف
  5. Dahem, I learned from Hamad al Jouan and his great wife who was and is his lady and his friend and his biggest supporter. I was so lucky to visit them at home, spend time by his bed side and see the strength of this proud Kuwaiti man despite being in bed and unable to move. I made sure to attend his every public meeting and speech and I am so glad to read this. God bless you for this inspiring and beautiful rendition in favor of Hamad al Jouan.

    ردحذف