الأحد، 27 ديسمبر 2009

الأسوأ في "فتنة محمد الجويهل " لم يأتي بعد



لدي شعور بأن الأسوأ في فتنة محمد الجويهل لم يأتي بعد , وأن صدمة الكويتيين من ما بثته قناة السور الفضائية ستتحول لدى أطراف معينة إلى بدء حملة مساندة للجويهل بذريعة " أنه أخطأ في الأسلوب فقط ولم يخطيء في المضمون".


رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي يتدخل رافضا إجراءات أمن الدولة في القبض على الجويهل وهو محق نسبيا رغم إزدواجية المعايير لديه , والنائب محمد الصقر يطلب عدم تدخل أمن الدولة في قضايا النشر وهو أيضا محق نسبيا رغم غرابة توقيت هذا التصريح , ومن بعيد يساندهم الكاتب عبداللطيف الدعيج وهو غير محق على الإطلاق كما هي العادة في مقالاته خلال السنوات الأخيرة وأهمها ترويجه للإنقلاب على الدستور , وهكذا وعبر هذه الآراء تتوفر الأرضية الخصبة لتجميل محمد الجويهل تدريجيا إلى أن يصبح حاملا لراية عنصرية بغيضة لا يريد البعض حملها كي لا يتحملوا كلفة ذلك .


هناك من يرى أن "البدو" سبب تخلف الدولة , وهناك من يرى أن "الحضر" من سرق الدولة ,حسنا هناك من يرى أيضا اشياء أخرى لو ذكرت علنا لقلنا على بلدنا السلام ولتحولت الكويت إلى ساحة لمعركة حقيقية بين أطياف الشعب الكويتي فالتجانس بين الكويتيين يعتمد على وجود نظام سياسي متوازن يحتضن الجميع أما إذا فقد ذلك فمن الطبيعي أن تعتبر كل شريحة أن وجودها ومصالحها مقدمة على مصالح الدولة .


ولهذا مطلوب أن نحاول جميعا أن نخفف من أثر ما طرحه محمد الجويهل من خطاب عنصري بغيض يحض عل العنف والكراهية.


ولمعرفة الخطر المحدق بالتجانس الإجتماعي في الكويت من جراء هذه الفتنه نتساءل: ماذا لو قرر مثلا الناشط محمد الهاجري وهو من ناظر الجويهل في قناة سكوب ذات مره , إنشاء قناة فضائية تستهدف حضر الكويت وإثارتهم بذكر قضايا مشابهه في أثرها للقضايا التي يثيرها محمد الجويهل , وماذا لو شهدنا ظهور موجة من السياسيين أو الإعلاميين العنصريين فهل ستتحمل الكويت كل هذا الطرح البغيض ؟


إذن ما هو الحل في ظل هذا الوضع الكريه الذي تمر فيه الكويت حاليا ؟


حسنا قبل كل شيء الأمر يتطلب سرعة إصدار قانون لتنظيم العمل السياسي في الكويت كي لا نجد في النظام السياسي الكويتي مكانا للطارئين على العمل السياسي يستطيعون الظهور في وسائل الإعلام بحجم أكبر من حجمهم .


أما الأمر الآخر المهم فهو عقد مؤتمر شعبي موسع يحضره الجميع ويمتد لمدة شهر يتم فيه طرح كل القضايا الكويتية ومن ضمنها العلاقة بين شرائح المجتمع تمهيدا لصياغة خطاب سياسي جديد يتم فيه التصدي لطالبي الشهرة وللمتطرفين والعنصريين ومنع تحولهم إلى فقاعات قد تحجب الرؤية أو تعكر الصفو بين مكونات الشعب .


قانون المطبوعات والنشر , وقانون المرئي والمسموع يتضمنان مواد تكبل حرية الرأي ومع اهمية رفضها والمطالبة بتعديلها فإنه من المريب ألا تلجأ لها السلطة للتصدي لفتنة قناة السور ولهذا فإن ترك الأمور لتفلت كي تتم المطالبة لاحقا بتقييد الصحف والفضائيات والمدونات أسلوب غبي وساذج ولا يصلح في دولة ديمقراطية كالكويت .


مجرد التفكير بتقييد وسائل الإعلام بحجة وجود فلتان إعلامي يعتبر إهانة لا تغتفر لعقول الكويتيين ولهذا يجب على الجميع التصدي للغزوة المتوقعه من الحكومة الكويتية وأغلبية " تمام يا فندم " النيابية على حرية التعبير والصحافة عبر عدم السماح للحكومة بالإعتداد بظواهر إعلامية سلبية تم إظهارها بشكل متعمد كي تكون مدخلا لتقييد الحريات ولتعطيل الدستور لاحقا .


محمد الجويهل يستحق أن يعامل بكل إحترام وفقا للقوانين الكويتية , كما أي مواطن آخر رغم حجم الضرر الذي تسبب به لبلده الكويت ,ولكن التعامل معه بطريقة غير محترمه قضية غير مطروحه بتاتا فالرجل لم يعتقل بطريقة بوليسية كما النائبين خالد الطاحوس وضيف الله بو رمية , كما أن "ظهر" الجويهل قوي جدا وربما لا يحتاج الجويهل لتصريح من رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ولا حتى من النائب السابق محمد الصقر واللذين ورغم خصومتهما الشديدة يظهر تناغمها مؤخرا بشكل واضح وخصوصا عقب إلغاء لجنة التحقيق في مشروع الفحم المكلسن بدعم من رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي .


من يريد طرد أي شريحة في الكويت تنفيذا لرغبة عنصرية وعبر إتباع ما يتوهم بأنه حجج قانونية فمكانه حتما مزبلة التاريخ وربما حتى مزبلة الحاضر هو ومن سانده , ولهذا دعوا قضية محمد الجويهل تنحصر في أروقة النيابة العامة ولا توقظوا الفتنة فملعون ومطرد من رحمة الله من يوقظها .


هناك تعليقان (2):

  1. أعتقد أن الفتنة بلغت ذروتها في الكويت , وللأسف أن شخصيات سياسية كويتية مثل محمد الجويهل هم أداة الفتنة , ماتناوله محمد الجويهل في حديثة عن أن البدو ليسوا بكويتين ماهي إلا نظرة عنصرية تنعكس على محمد الجويهل وأمثاله , فلو تخيلنا أن نرجع كل الكويتين إلا أصولهم حسب تصنيف الجويهل لم يتبقى إلا 3 نواخذه ومركب شراعي واحد , للذلك فالبدو الكويتين لو نظروا إلا هذا التصنيف بنظرة واقعية فيجب أن يعتزوا بأنفسهم لأن أعينهم الممتلئة بالفخر لن ترى سوى ماوراء جنوب وجنوب غرب الكويت حيث هناك يحق لكل شخص أن يفتخر بنفسه كما يفتخر بأنه كويتي ...

    ردحذف
  2. هل تعتقد ان مسلم يقود لواء المعارضة وهو والطاحوس والعدوه فهم قاهرين المعاملات غير القانونية ويتغنون بالدستور

    اما الاعتقال ف الطاحوس وبورمية ...ولم تذكر الدكتور ناصر صرخوه السياسي المخضرم أم لأنه شيعي
    ولم تتكلن عن قؤاد الرفاعي أو أن الفتنه تتم فقط عند النعرات القبلية اما الطائفية فهي شىء عادي..

    داهم القحطاني ماعندك ماعند جدتي ...

    ردحذف