الأربعاء، 13 يناير 2010

حينما يخرج الشيخ أحمد الفهد من الحمص بمولد

جزء من أطباق "الحمص" التي قدمت لرؤساء التحرير في مأدبة الشيخ أحمد الفهد



قبل أن اشير إلى تطور مهم ولافت في عمر الصحافة الكويتية والمتمثل في إصدار جريدة الوطن لصحيفة إلكترونية لتكون بذلك الجريدة الكويتية المطبوعه الأولى التي تصدر نسخة إلكترونية تقوم بتحديث الأخبار لحظيا, كان من الضروري الإشارة إلى ان نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون الاسكان وزير التنمية الإدارية الشيخ أحمد الفهد خرج من صحون الحمص الذي قدمها لرؤساء التحرير خلال المأدبة التي أقامها لهم اول من امس بمولد من التغطيات الموسعه , وهو المولد الذي بدأ بكيل المديح للشيخ أحمد خلال اللقاء وبعد اللقاء وعبر نشر اللقاء بمساحات واسعة على الصفحات الأولى , وعبر تسابق رؤساء التحرير لنشر صورهم مع الشيخ أحمد , وإنتهاء بتجاهل كل الصحف التي صدرت اليوم فيما عدا القبس( في التفاصيل وليس في العناوين) للخطأ الجسيم الذي قام به الوزير المعني بتنفيذ الخطة الخمسية حينما لم يحضر وباقي الوزراء لقاعة عبدالله السالم ما جعل رئيس مجلس الأمة يرفع الجلسة ويبدي حسرته من عدم وجود أي وزير في القاعه , وهكذا تحولت الصحافة الكويتية الناقدة إلى مولد ربما يكون صاحبه غايب .


والغريب أن بعض هذه الصحف تجاهل خطأ عدم حضور الوزراء للجلسة وركز على الإعتذار الذي قدمه الشيخ أحمد لسمو الأمير وللشعب الكويتي عن ذلك في حين تطوعت صحيفة أخرى بالقول ان عدم حضور الوزراء للجلسة كان بمثابة رسالة إحتجاج من الحكومة على عقد جلسات خاصة من دون التنسيق معها وهكذا صحافة " الحمص " وإلا "بلاش" .


لو غاب وزير الصحة العامه عن جلسة مخصصة لنقاش الأوضاع الصحية , ولو غاب وزير النفط عن جلسة مخصصة لبحث الأوضاع النفطية , ولو غاب وزير الأشغال عن جلسة تتعلق بالبنى التحتية لوجدنا هؤلاء الوزراء يخرجون من المولد بلا حمص , ولرأينا كيف تتفنن هذه الصحف بالإنتقاد القاسي الذي ربما يصل إلى حد التحريض ضد هؤلاء الوزراء المعنيين ,أما في حالة الشيخ أحمد " فيا نار كوني بردا وسلاما " ولا لوم للشيخ أحمد الفهد فالرجل " لقا صيدته" كما يقول المثل الشعبي أما رؤساء التحرير الذي حضروا المأدبة أو من ينوب عنهم فلهم أن يتمتعوا بما لذ وما طاب طالما سال لعاب الجميع للمشاريع المليارية التي وعد الشيخ أحمد بأنها ستغرق البلد .



الشيخ أحمد الفهد جاد في تنفيذ هذه المشاريع لأن ذلك سيكون المدخل الجديد له في العمل السياسي بعد أن إستبعد على اثر تداعيات قضية تعديل الدوائر الإنتخابية العام 2006ولكنه وفي الوقت نفسه يحتاج إلى النصيحة والنقد البناء مهما كان النقد قاسيا وصريحا ,كما أنه لا يحتاج إلى بهرجة إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع فالشعب الكويتي لم يعد كما كان في مراحل ظلامية من تاريخ السياسة الكويتية مجرد متلق للأخبار وخاضع لمزاجية مالك كل صحيفة فالزمان غير الزمان والأوضاع شهدت تغيرا جذريا من أبرز آثار قيام جريدة عريقة كجريدة الوطن تتنازل عن عليائها وشموخها كصحيفة مدعمة بقناة فضائية لتخوض الصراع من أجل الظفر بالقراء اللحظيين أو الآنيين وتقوم من أجل ذلك بإصدار نسخه إلكترونية .



نجاح الوطن الإلكترونية يعتمد على الهدف من وراء إصدارها فإذا كان الهدف تقديم خدمة لحظية للقراء نتيجة لتتابع الأحداث فذلك أمر سيوصلها للنجاح , أما إذا كان الأمر مجرد محاولة لتحييد الصحف الإلكترونية الأخرى وخصوصا جريدة "الآن " الإلكترونية ومنعها من التأثير على الساحة السياسية والإعلامية فهو هدف حتما سينتهي بفشل ذريع فقراء الآن ومريديها يجذبهم المضمون , والحيادية النسبية , وقدرة القاريء على المشاركة في نقد الخبر والمقال وهي أمور من الصعب جدا التميز فيها من دون وجود تراكم معرفي وديمقراطي , ومن دون وجود شعور من القراء بقدر معين من الثقة بهذه الصحيفة , وبكونها متجردة من مواقف مسبقة .


خطر جدا على أي وزير أن لا يجد صحافة تنقده نقدا حقيقيا وصدق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال "رحم الله امريء أهدى إلي عيوبي " وصدق نلسون مانديلا حينما قال لمن خلفه في الحكم " أبعد عنك أولئك الذين لا يحسنون سوى كلمة نعم ".

هناك تعليق واحد:

  1. صباح الخير ابو محمد

    ارى انك اصبت كبد الحقيقة لما نعانيه من تملق ومسح جوخ.

    ردحذف