الاثنين، 26 أكتوبر 2009

حينما تتردى المهنية تتساهل الصحف في نشر تصريحات لناشطين وناشطات ليس لهم قيمة سياسية




حينما قرأت تصريحا صحافيا لمن أطلقت على نفسها صفة ناشطة سياسية في صحف اليوم الاثنين لم أشعر فقط بالاشمئزاز بل بأكثر من ذلك إذ لم يخطر في بالي قط أنني سأقرأ يوما من الأيام تصريحا بهذا السخف, وأين ؟ في صفحات الأخبار المحلية , وممن ؟ من مواطنه عادية ليس لها أي تأثير في المشهد السياسي وكل ما لديها من خبرة مجرد ترشح سابق في انتخابات مجلس الأمة , ومجموعة من العلاقات العامة مع صحافيين وصحافيات , واستغلال سيء للتردي في مهنية الصحف المحلية إلى الدرجة التي سمحت بنشر مقالة لمواطنة تصف نفسها بناشطة سياسية على أساس أنها تصريحا صحافيا يتجاور مع تصريحات الوزراء والنواب والقياديين في الكتل السياسية المؤثرة .

نشر هذا التصريح في صفحات الأخبار المحلية يعبر عن تردي واضح ومتسارع في مهنية الصحف المحلية , ويكشف كذلك مدى هشاشة النظام السياسي الكويتي الذي يسمح ,بسبب عدم وجود قانون منظم , للهامشيين وغير المؤثرين أن يكون لهم دور عبثي يجعل الأمور أكثر تعقيدا أمام الحكومة بالدرجة الأولى والتي تريد , ككل حكومة , نظاما سياسيا واضح المعالم والرؤى لا تتداخل فيه المواقف المتطرفة التي تصدر من بسطاء ليس لهم في السياسة لا الخبرة ولا التأثير .

استثناء من الوضع الاعتيادي هناك مجال لأن تتجاوز الصحافة مسألة النشر لغير المؤثرين في السياسة المحلية وذلك خلال الانتخابات البرلمانية , ومع ذلك يشعر معظم الكويتيين بالارتياح الشديد حينما تنتهي فترة الحملات الانتخابية كي يستريحوا قليلا من التصريحات "الغثيثة" التي تصدر من طلاب وطالبات الشهرة ممن يرشح نفسه للانتخابات وهو , أو هي , لا يملك الحد الأدنى من المؤهلات اللازمة , ولهذا يبدو مثيرا للقلق أن تدخل هذه التصريحات من نافذة " الناشطة والناشطة السياسية " بعد أن خرجت من باب " المرشح السابق والمرشحة السابقة ".

المسألة في الحقيقة زادت عن حدها ولم يعد خافيا أن هناك علاقة انتهازية تجمع بعض الصحافيين ببعض ممن يسمون أنفسهم بالناشطين والناشطات السياسيات ولهذا حان الوقت لأن يتوقف هذا العبث وأن تعود مثل هذه التصريحات إلى مكانها الطبيعي في صفحة المقالات حيث مئات الكتاب الذين احترموا أنفسهم واحترموا عقول القراء ولم يصدروا مقالاتهم على أنها تصريحات صحافية تذيل بمسمى الناشط السياسي وتثير غبارا في مشهد سياسي غير صاف .


الناشط السياسي او الناشطة السياسية ليست لقب بل صفة تطلق على من يقوم بنشاط معين كتبني حملة لدعم مشروع سياسي ما أو للقيام بإعتصامات أو تظاهرات للدفاع عن حقوق مسلوبه لهذا نجد معظم الناشطين والناشطات في العالم يدفعون ثمن مواقفهم المبدئية عبر التعرض للاعتقال والسجن أو التهميش في حين نجد هؤلاء في الكويت لا يقومون بعمل مجتمعي هادف ولكنهم يتصيدون الفرص للظهور الإعلامي حينما يستجد حدث ما وعن طريق بيانات وتصريحات ليس لها أي قيمة حقيقة في الواقع السياسي .

هذا عن شكل هذا التصريح السيئ أما المضمون فليس هناك مضمون فليس هناك سوى عبارات عنصرية بغيضة كانت خاتمتها عبارة مسيئة للشعب الكويتي بأسره حينما قرن تجنيس الكويتيين بتجنيس "المعزة" حاشى الشعب الكويتي مثل هذا التشبيه الأخرق , وحينما اعتبر التصريح أن شهداء الكويت ليسوا سوى طلاب مادة ولا يستحقون الجنسية رغم أن سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد كان قد طلب تجنيس والد ووالدة وزوجة وأبناء الشهيد الذي لم يحصل على الجنسية بعد وذلك عبر مرسوم إنشاء مكتب الشهيد في 19 يونيو 1991 .

هناك تعليق واحد:

  1. مرحبا عزيزي داهم
    مفيد وههم تسليطك الضوء على موضوع "النشطاء السياسيين"، خصوصا بعد أن تحول الى "موضة" في الكويت، أو "هبة" كما يحصل عندنا دائما، حتى أنني وقعت في الخطأ أحيانا، والمثير أن الغالبية يفضلون وصف "ناشط سياسي" على ما عداه من أوصاف مثل نا شط اجتماعي أو بيئي أو في حقوق الانسان.
    وكما يقال، الطاسة ضايعة بالكويت، والفساد شامل.
    محبتي
    عبدالله

    ردحذف