الثلاثاء، 30 مارس 2010

هكذا لا يستطيع الزعيم مسلم البراك هزيمة خصومه من النواب

البراك ونظرات ترقب من الرئيس الخرافي ونائب الرئيس عبدالله الرومي (المصدر - الانترنت)







يبدو أن النائب مسلم البراك إستطاع وبخبرته البرلمانية أن يحول خسارة كتلته البرلمانية العددية في جلسة طرح الثقة في وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله إلى قضية سياسية جديدة تستهلك مزيدا من القوة الإنتخابية للنواب الذين صوتوا مع الوزير رغم إنتقادهم لأداء الوزير ليواصل البراك بذلك سياسة كتلة العمل الشعبي في استنزاف الخصوم عبر تعريضهم لمحك الاستجوابات البرلمانية تدريجيا وهو ما أشرنا له في مقالة سابقة عنوانها " الاستجواب في الكويت ينتهي وتبقى هزاته الارتدادية " ( http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=35649&cid=47) مفادها أن للاستجوابات البرلمانية في الكويت هزات ارتداديه تؤثر لاحقا في نتائج أقرب إنتخابات برلمانية .




مسلم البراك هذا الزعيم البرلماني المحنك كان ولايزال لاعبا مؤثرا في السياسة المحلية بدرجة تفوق حتى الوزراء العاديين ليكون في مصاف رؤساء البرلمانات ورؤساء الوزارات , وهذا الوصف ليس من باب المديح فالنائب البراك سبق أن انتقدناه في مقالات عده ولكن حقائق الأرض تؤكد أن هذا البرلماني المحنك وصل إلى مرحلة الزعامة البرلمانية وهي درجة لم ولا تتوفر الا لنواب قلة نذكر منهم في مرحلة ما بعد التحرير الدكتور أحمد الخطيب بصفته التاريخية كعضو في المجلس التاسيسي , والرئيس أحمد السعدون بصفته الرئاسية وصفاته السياسية والبرلمانية والتنظيمية, والمرحوم سامي المنيس بصفته البرلمانية والسياسية والتنظيمية ,والرئيس الحالي جاسم الخرافي بصفته الرئاسية, وسيد عدنان عبدالصمد بصفته التنظيمية والسياسية قبل أن يفقد الزعامة البرلمانية لاحقا تسديدا لفواتير انتشاله وتياره السياسي من كبوة التأبين , و مبارك الدويلة بصفته السياسية والحركية , ومحمد الصقر بصفته السياسية و التنظيمية , وفيصل المسلم بصفته أحد النواب المؤثرين في المشهد البرلماني وبكونه منسق تكتل الكتل البرلمانية والمتحدث بإسم النواب الـ ٢٩ المؤيدين لتعديل النظام البرلماني إضافة إلى أنه أول من قدم استجواب برلماني لرئيس الوزراء في بلد يسند فيه هذا المنصب لأفراد الأسرة الحاكمة ويعتبر أحد المناصب التي يتم التدرج فيها للوصول لاحقا إلى مسند الإمارة .




والزعامة البرلمانية مجرد وصف للنائب الذي يستطيع التأثير بقوة على مسار الأحداث , ولا يعني ذلك التقديس أو توفير أي حصانة من نقد الرأي العام .




إذن المواجهة المباشرة مع البراك في الوقت الراهن تعني خسارة محتملة في الموقف الإنتخابي للخصوم ولهذا وعلى سبيل المثال نجد حرص الحكومات المتعاقبة وحتى رئيس مجلس الأمة الحالي جاسم الخرافي والذي لا يقل قدرة عن البراك في إيذاء الخصوم إذا أراد والذي لا تمر جلسة برلمانية من دون أن يدخل في جدال ساخن مع البراك ,نجده يحرص خارج اطار الجلسات البرلمانية على عدم الدخول في جدل طويل مع البراك , ولهذا يلاحظ أن الرئيس الخرافي ظل على الحياد حتى أثناء حرب البيانات الصحفية بين البراك من جهة وناصر الخرافي ولؤي جاسم الخرافي من جهة أخرى وهي الحرب التي لم تؤثر على البراك فالرجل يعرف أين يضرب ؟ ومتى يثير قضايا مسكوت عنه في توقيت قاتل ؟ .




ربما المرة الوحيدة التي بدا فيها ان البراك قد تعرض لنقد عنيف كانت خلال حرب البيانات بينه وبين النائب السابق أحمد المليفي العام 2007 إلا أن هذه الحرب لم تؤثرعلى موقف البراك الإنتخابي رغم قسوة العبارات التي إستخدمها المليفي إذ واصل البراك حصده المركز الأول في عدد الأصوات على مستوى الكويت في الإنتخابات اللاحقة في حين فقد المليفي مقعده النيابي ,وإن كان ذلك ليس بالضرورة بسبب حرب البيانات هذه ولكن حتما كان لها تأثير خصوصا أن مؤيدي البراك يتواجدون في معظم الدوائر الإنتخابية .




ربما يكون الحل المثالي للنواب المتضررين من نقد البراك الذكي أن يتجنبوا أي مواجهة مباشرة معه ,وأن يكتفوا بنقده تلميحا لا تصريحا فذلك يكلفه أكثر ولا يتيح له مجالا للرد المباشر, وهذه النصيحة ليست من باب التحريض على البراك لا سمح الله ولكنها نصيحة تكفل ألا ينزلق النواب في خلافاتهم السياسية إلى منزلق الشخصانية, وهي نصيحة نوجهها قبلهم إلى البراك نفسه والذي نرى أنه بالغ في خصومته مع النائب عبدالرحمن العنجري خصوصا حين ذكر قضية حلق الشنب في شرم الشيخ فمن هو في حنكة ودهاء البراك لا يعدم الوسائل التي تتيح له ضرب خصومه في مقتل من دون إستخدام عبارات تقال أحيانا بين النواب في جلسات " ميانه " ولا يليق أن تنقل كما لو كانت كلاما مرسلا بحد ذاته .




من أكبر الأخطاء التي يقع فيها النواب في الكويت أنهم يعملون في وسط سياسي وإعلامي ملتهب من دون أن يكون لديهم مستشارين سياسيين وإعلاميين متخصصين في كيفية التعامل مع المشهد السياسي الكويتي بحلوه ومره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق