الخميس، 1 أبريل 2010

وأخيرا ... الليبرالية الغربية ترحب بالنقاب في عقر دارها

سيدة فرنسية ترتدي النقاب في باريس ( المصدر -الأنترنت)




حين كتبنا مقالة " حينما تهزم خرقة سوداء أدعياء الليبرالية " ( http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=47010&cid=47) ردا على بعض من ينادي بحظر النقاب والبرقع في الكويت وطالبنا فيها الليبراليين في الكويت بالتحلي بحد أدنى من الليبرالية الحقيقية لا الإنتقائية , لم يكن يظن أحد حينها أن الضربة القاضية لدعاة حظر النقاب والبرقع ستأتي هذه المره من فرنسا حاضرة العلمانية وقلب الليبرالية النابض وذلك عبر فتوى مجلس الدولة الفرنسي التي بينت ردا على طلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي " أن أي حظرشامل للنقاب والبرقع لا يعتمد على أي اساس قانوني وانه قد يتضمن مسا بالدستور الفرنسي ومعاهدة حقوق الإنسان الأوربية" .


إذن دعوة الرئيس الفرنسي ساركوزي في يونيو ٢٠٠٩ والتي خرج فيها عن التسامح مع معتقدات الآخر ووجدت صدى لدى متطرفي العلمانية والليبرالية في الشرق إلى درجة أن كاتبا في الكويت البلد العربي المسلم يشذ عن شبه الإجماع ويدعو علنا إلى حظر النقاب والبرقع في الأماكن العامة والدوائر الحكومية من دون أن يطلب مثلا تطبيق ذلك لضرورات أمنية كما جاء في فتوى مجلس الدولة الفرنسي .


الآن ليست هناك حاجة لتبرير ارتداء النقاب والبرقع عبرالقول انه جزء من العادات والتقاليد الاسلامية والعربية والمحلية وهو كذلك , فطالما كان ارتدائه رغبة شخصية لا تؤثر أمنيا على الآخرين فلا يحق للمتطرفين ليبراليا حتى مجرد المطالبه بحظره فتلك المطالبة أصبحت تتعارض مع حقوق الإنسان وبفتوى علمانية يحترمها البعض المتطرف لا فتوى شرعية قد لا يقيم لها أدعياء الليبرالية وزنا .


هل ما حصل في فرنسا يعتبر انتصارللاحزاب الاسلامية ؟.
أو نصرا للمتدينيين الاسلاميين ؟.


أبدا لا هذا و لا ذاك بل كان انتصارا لحرية الانسان أينما كان وكيفما كان ,و ليكون قادرا على ممارسة حريته الشخصية من دون قيد ورقيب طالما كانت لا تؤثر على أمن المجتمع الذي يعيش فيه .

أما حماس بعض الدول الاسلامية لمحاربة النقاب عبر ترويج فتاوى تعتبره يتم خارج اطار الشرع وتبني عليها اجراءات لتقييد حركة المنقبات في المجتمع فنقول لهم تحلوا بقليل من الحياء فحامية العلمانية والليبرالية في العالم انتصرت لحرية هؤلاء المنقبات فكيف تقومون انتم بشن حرب لا هواده فيها ضد حرية الانسان وحق في الاختيار .

انصاف المنقبات والمبرقعات جاء هذه المره من الغرب فلنتذكر ذلك جميعا ولنتصدى أيضا عبر هذه الفتوى المنصفة لكل من يحاول من المتطرفين الإسلاميين أن يصور الغرب كله بأنه شر مطلق .


هناك تعليقان (2):

  1. تحياتي بو محمد،
    مقال ممتاز و أكثر من رائع لحسن بيانك، و من زاوية جدا مختلفه، كيف ان من يطالب بنزع النقاب أنما كان مجرد... مقلد لما يسمع ما يأتي من عبر البحار أخذا بهوامش الامور تاركا اللب...فرحا بالقشور!

    ردحذف
  2. أريل اللامي2 أبريل 2010 في 11:18 ص

    وفقت كاتبنا المبجل في هكذاطرح ومن وجهة نظر شخصية أن من يدعي الليبرالية الحقة عليه أن يقبل الاخر كما هو ولا يلزمه بأن يكون صورة كربونية فإختلافنا مثار إثرائنا لبعضنا البعض والغطاء إذا ماتخذه البعض كملبس فلا إشكال فيه ولكن حينما تغطى العقول وتحجب فهنا نحتاج لوقفة صريحة ..

    ردحذف