الأربعاء، 23 يوليو 2008

حين تتحول العادات والتقاليد إلى أدوات قهر إجتماعي بيد الشيوخ ومشايخ التدين والسياسة والصحافة






لم أتعود في حياتي سوى إتباع الثابت من قواعد الدين وأحكامه , ومضامين الدستور الكويتي ونصوصه , والقوانين واللوائح التنفيذية التي لا أشك في دستوريتها , أما ما يعرف بالعادات والتقاليد التي تريد تجميد البشر والحجر وفق المفهوم العربي الشهير " هكذا وجدنا آبائنا الأولين" فأمور لا أعيرها أدنى إهتمام إذا ما وجدت أنها تتعارض مع ما فهمي وحكمي على الأمور , وإذا ما وجدت أنها أصبحت أدوات قهر إجتماعي يرددها شيوخ ,ومتنفذين, ومدعي تدين من المشايخ ,وسياسيين ,وكتاب مقالات معلبين, بهدف قمع أي إنسان يحاول التحليق خارج السرب , وبهدف إستمرار الوضع المتخلف الذي تعيشه الكويت اليوم على ما هو عليه من فقدان للمعنى الحقيقي للديمقراطية والتي من المفترض أن تنشط في كل موقع وليس فقط أثناء الانتخابات التشريعية , وفقط داخل قاعة عبدالله السالم في مبنى مجلس الأمة .


إذن ما هي قيمة الإنسان, أي إنسان, إذا لم يكن قادرا على التغيير؟.
, وما هي فائدة وجوده على هذا الكوكب إذا كان سيصبح مجرد رقم لا يقدم ولا يؤخر؟
وعمليا ماذا ستستفيد الكويت من أمثال هؤلاء النمطيين الطبقيين إذا كانوا يخشون مواجهة قوى التخلف في عائلتهم أو قبيلتهم أو طائفتهم فتجدهم يتقوقعون في مساحة ضيقة جدا تبدأ بالطرح الراقي والمتجرد من مصالح والرافض لأي قيد على الحريات العامه , وتنتهي للأسف بخطاب فئوي وقبلي وعائلي وطائفي بغيض تغلفه عبارات تقليدية لا تتعبنا نحن معشر السياسيين والصحافيين وكتاب المقالات في صياغتها .


متى وكيف ومن سيقوم سيبدأ بتغيير الوضع السيء الذي نعيشه في الكويت حاليا بسبب شبكة المصالح المتداخلة التي نسجتها أطراف عديدة متفقه على مصالح , ومختلفه على مناطق نفوذ إلى أن تداخلت هذه الشبكة بصورة معقدة جدا تم عبرها تقييد الحريات العامة وتحجيمها بصورة تدريجية , وتم بسبب هذا التداخل في شبكة المصالح هذه تغيير الصورة النمطية لحرية التعبير في الكويت لتكون مسموحة من أجل المدح والإشادة والتبجيل أما فيما عدا ذلك من نقد بناء ومن معالجة حقيقية للوضع المزري الذي تعيشه الدولة نسبيا فاللاءات كثر والرفض يتخذ أشكالا كثيرة من أهمها مفردات حق طرحت ويراد بها باطل وعلى رأسها المصلحة الوطنية , وقضية وحدة وتكاتف المواطنين , ومطلب الحرص على عدم إثارة أجواء البلبلة في البلد في ظل النزاع الإقليمي بين الولايات المتحدة وإيران .

اما حين يريد هؤلاء المرجفين أمرا لصالحهم فإنه يصبح ذا أولوية ولتضرب كل العبارات ذات المدلول الوطني التي كانت تردد من قبلهم بعرض الحائط , ولتقدم مصلحة هؤلاء المتوحشين ماليا على ما عداهم من مواطنين.

الوزير السابق عبدالواحد العوضي وخلال مشاورات تشكيل الحكومة في مارس 2007 وقبل إختياره فيها بيوم واحد طلب في تصريح صحافي من القوى السياسية عدم وضع رجل في الحكومة ورجل في المعارضة .

ما قاله العوضي في ذلك الحين يختصر المشهد بأكمله في الكويت فلسان حال البعض وهو يجلد الحكومة ليل نهار يختلف عن قلبه الشغوف برضا من أي من أطراف الحكم والحكومة فتجده يصعد في التصريحات والإجراءات ويستخدم قضايا المواطنين الملحة في حربه العشواء بصورة تجعل بعض اليائسين من إصلاح الشان العام يشعر بنوع من الأمل من قيام أمثال هؤلاء بمثل هذه التحركات التي تجاوزت السقف المعروف , وحينما يبدأ أحد هؤلاء اليائسين بالقيام بجهود وأنشطة عملية وإعلامية من أجل المساندة يصطدم بواقع مرير يكشف أن بعض اصحاب المصالح من الساسة والاقتصاديين وشيوخ الشيوخ , وشيوخ القبائل , ومن أطلقوا على أنفسهم مشايخ الدين , لا يحترمون سوى مصالحهم, ولا يعملون بضمير إلا حينما تقل حظوتهم لدى الحكام أو حينما يشوح صاحب القرار عنهم بوجهه فحينها قادة للمعارضة الوطنية يكونون .

في الكويت لسنا بحاجة للإصلاح بل نحتاج إلى التغيير في كل شيء ... الوجوه , والنهج , والرؤية , وإرادة العمل , والخطط التنموية لإن إستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من سوء ولامنهجية ,وتقاسم رخيص للغنائم, وقمع لكل من يحاول الخروج على الوضع السائد فلعمري أن كل ذلك أنه مخطط جهنمي لإبطاء وتيرة الإصلاحات إلى حين إنشغال العالم بصراع دولي كبير ليتم بعد ذلك تنفيذ في الكويت أجندات عفا عليها الزمن تستهدف إبقاء خريطة المصالح كما هي عليه منذ النشء , وتسعى إلى إبعاد العامة أي المواطنين عن قضايا الشأن العام ما أمكن ذلك .

نظرية المؤامرة مرة أخرى ؟ نعم ولما لا فالمؤامرة حضرت وتحضر وستحضر طوال التاريخ السياسي والإجتماعي في الكويت وإذا كان البعض أوغل وحولها إلى شماعه للدلالة على عدم جدية بعض التفسيرات فذلك لا يعني أن السياسيين والمتنفذين منها براء وهم وأدواتهم في البرلمان والحكومة والمؤسسات العامة والمؤسات الإعلامية .
التغيير حان وهو قدر لا خيار, و"اللي مو عاجبه يشرب من البحر " فالكويت أغلى وأهم من كل من يعتقد أنه بشوية مليارات , وشوية نفوذ قبلي وطائفي وسياسي يستطيع أن يلغى حقيقة أن الإنسان مقدم على ما سواه من مصالح .

التغيير مطلبنا أما إصلاح ما كان فاسدا فلم ولن يجدي نفعا .

التغيير عنوان المرحلة .

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزي داهم
    كل عله تستوجب التشخيص الدقيق قبل بداية العلاج,
    ارجوا منك تحديد الشيوخ هل هم شيوخ القبائل ام شيوخ الحكم مع تحديد الاسماء لتعريتهم وكذلك تحديد شيوخ الدين وغيرهم ممن ترى انهم حجر عثره في التغير للافضل ومن يتبع مذهبه ويقدمه علي مصلحة الكويت والسياسين والصحفيين المقصودين بمقالتك وارجوا منك تحديد الاسماء ثم مقارعتهم الحجه بالحجه لكي يتثقف ابناء القبائل وسائر اهل الكويت وتبدأ مشوار التغير

    ردحذف