الأحد، 23 يناير 2011

الشور شورك يا يبه ...

لقطة من مسلسل الاقدار يظهر فيها الرائع عبدالحسين عبدالرضا بدور الإنتهازي وسعد الفرج بدور صاحب الحلال المغلوب على أمره .



الأزمة الحقيقية في الكويت ليست في عدم إجراء تعديل وزاري مستحق منذ فترة كي لا يظهر أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل المسلم بمظهر المنتصرين على الحكومة وعلى رئيس البرلمان وحلفاء الحكومة من نواب ' الشور شورك يا يبه ' كما في مسلسل 'الاقدار' الخالد .

الأزمة الحقيقية في الكويت ليست في سياسة الضرب تحت الحزام التي يتبعها السياسيون في الكويت بما فيهم النواب المعارضين , ولا في إتباع الحكومة الحالية لهذه السياسة عبر إعلام مساند تخلت عنه النظم الشمولية منذ زمن ,وعبر سياسات تنفيع مقرفة من ضمنها قيام وزير يخضع لتحقيق برلماني بتعيين شقيق نائب عضو في لجنة التحقيق كمختار في منطقة تتبع لدائرة إنتخابية يترشح فيها هذا العضو , ومن ضمنها إطلاق سراح ضمني لمتهم مدان بحكم محكمة التمييز بعد قيامه بالإعتداء على قيادي في وزارة الداخلية في مقر عمله الرسمي , ومن ضمنها إطلاق سراح ضمني لأحد الشيوخ رغم أن القضاء أدانه بحكم نهائي بتهمة سب النائب العام الذي يرأس جهازا يفترض أنه يمثله الدعوى العمومية نيابة عن المجتمع .

الأزمة الحقيقة ليست في قضايا وأزمات تظهر وتختفي ثم تظهر ثم تختفي فتحل بالترضيات وشراء الخواطر وكأنما العمل السياسي أحد مصادر التنفيع وليس أهم وسائل الإصلاح .

الأزمة الحقيقة ليست في عدم وجود قوانين تنظم العمل السياسي , وتضمن إجراء إنتخابات نزيهه لا تضيع فيها حسبة الأصوات كما حصل في إنتخابات 2008و2009 , وتكشف عن الذمة المالية , وتتيح وصول المعلومة للجميع .
الأزمة الحقيقية ليست في وجود عدد من النواب البراغماتيين الذين يزينون للسلطة كل شيء , ووجود عدد من النواب المعارضين الذي يرفضون من السلطة كل شيء.

الأزمة الحقيقة تتمثل في وجود ثقافة مجتمعية تسمح بالفساد للاسف ولا تمنعه , وتتجاوز عن المسيء ولا تحاسبه , ويخفت صوتها حين يصل الحديث للمواضيع المفصلية التي من شأنها إنقاذ الكويت من شبح التحول إلى دولة عشائرية لا يكون فيها للدستور أي قيمة , ولا يكون فيها للإنسان أي وزن .

الصراع الحقيقي اليوم يجب أن يكون محوره النشء والشباب فهؤلاء هم القوى الضاغطة التي من شأنها تجديد شباب الكويت وحيويتها أما دهاقنة السلطة والسياسة فهم إن لم يتبنوا إصلاحا حقيقيا سيكونون أحد أهم أسباب تخلف الكويت الحديثة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق