الأحد، 2 مايو 2010

كم من كاتب مقال في الكويت زاد السح والدح فوجد الـ " امبوه "






ماذا يعني العدد الكبير والمتصاعد من المقالات الممنوع نشرها في الصحف الكويتية غير أن ملاك الصحف كشفوا عن وجههم القبيح المعادي للحريات العامة ؟.


ماذا يعني منع صحيفة تتفاخر بليبراليتها مقالات لكتاب" منها وفيها" غير أن ملاك الصحف قرروا نحر حرية الصحافة على مذبح مصالحهم الخاصة وأنهم ليسوا سوى طبقة بورجوازية تستخدم وسائل الاعلام لحماية النفوذ والمصلحة ؟.


حين قمنا كشباب اعلامي ناشط بدعم قانون المطبوعات الجديد في العام ٢٠٠٦ ودعم الوزير الشاب المجتهد الدكتور أنس الرشيد آنذاك كنا نراهن على أن تعدد وسائل الاعلام عبر كسر احتكار تراخيص الصحف سيخلصنا تدريجيا من طغيان المصالح في الصحافة الكويتية على المباديء , ولكن وللأسف الشديد خذلنا بعض من كنا نظن أنهم مقاتلين حقيقيين في سبيل حرية الاعلام فكانوا كما سابقيهم مجرد "شوية تجار"لا يرعون في سبيل الحريات العامه الا ولا ذمة طالما مست هذه الحريات مصالحهم الخاصة .


من الغريب أن يتصاعد عدد المقالات الممنوعة في الصحف الكويتية تصاعدا طرديا مع زيادة الفوائض المالية للدولة ما يثير تساؤلات هامة حول حصول تضارب للمصالح بين ملاك الصحف والفضائيات وآخرين يتم وفقا للمثل العربي الشهير "اطعم الفم تستحي العين " ,فكم فم اطعم واغلق فاستحت اعين طالما شخصت وهي تزعج أسماعنا بالدفاع عن الدستور والحريات العامة ؟ .


على سبيل المثال لا الحصر خصصت جريدة الآن الالكترونية قسما مخصصا للمقالات الممنوع نشرها في الصحف المحلية بعد أن تزايدت أعداد هذه المقالات خلال السنتين الآخرتين , وكان من المفاجيء أن المقالات المنشورة بعد استبعاد المقالات الممنوع نشرها لتواضع مستواها أو لوجود كم هائل من الأخطاء اللغوية فيها , لم تكن معظمها بتلك الحدة والقوة ولكن يبدو أن تحسس ملاك الصحف تدنى الى درجة بات بعضهم فيها يخشى حتى من مجرد ذكر بعض الحقائق التقليدية كي لا يتم الغضب عليه وعلى أسرته التجارية فيحرم ويبعد عن سجل العطايا والهبات .


ورغم أن جريدة " الآن" الالكترونية لا تذكر اسم الصحيفة التي يكتب فيها الكاتب الممنوع نشر مقاله الا أن تلك الصحف لم تكتف بمنع نشر المقالة بل زادت على ذلك بتحذير كتابها من نشر تلك المقالات في أي موقع وخصوصا جريدة " الآن".


هذا يعني بكل أسف أن الصحف المحلية أصبحت تدفع لبعض الكتاب ليس ليكتبوا بل ليصمتوا مع احترامنا وتقديرنا للزملاء الكتاب فالصمت هنا غير مبرر طالما توافرت منابر أخرى للتعبير ومنها جريدة " الآن" أو عبر انشاء مدونة خاصة بكل كاتب كي تنشر فيها المقالات الممنوع نشرها في الصحيفة التي يكتب فيها .


أتساءل كيف لكاتب يحترم نفسه يقبل بأن يكون شاهد زور ويصمت عن منع مقالته من دون أن يحاول نشرها في موقع آخر ولو كان موقعه الشخصي فهل أصبحت أفكار وآراء الكتاب في الكويت سلعة تباع وتشترى متى ما أراد مالك الصحيفة ؟ , ولماذا لا يشعر هؤلاء الملاك بالخجل حين يطلبون من الكتاب عدم نشر مقالاتهم في موقع آخر؟ فهل يريدون بذلك اخفاء جريمة بحجم جريمة الحجر على آراء وأفكار كتاب محترمين ؟ أم أن هؤلاء الملاك يعتقدون أن كتابة المقال في الكويت ليست سوى وظيفة يقصد من وراءها التكسب لا إصلاح المجتمع وممارسة رقابة الراي العام التي طالما تحدثت عنها المذكرة الدستورية كأحد أهم وسائل مراقبة السلطات الثلاث .


أما مرتزقة القلم من أصحاب الولاءات المتعددة فهولاء ليسوا سوى نسخ من المطرب الشعبي المصري أحمد عدوية والذي اشتهر في زمن عبدالوهاب وعبدالحليم وفريد ووردة وفيروز بأغاني " السح الدح أمبوه ", فكم في الكويت من اشباه كتاب زادوا السح والدح فوجدوا الـ" امبوه " .

هناك تعليقان (2):

  1. صدقت اخوي داهم

    كثر في الفترة الاخيرة منع المقالات
    وبالتحديد مقالات محمد الوشيحي بجريدة الجريدة

    واستغرب من كاتب بحجم بوسلمان
    ان يرضى ان تمنع مقالاته بهذا الشكل
    وبرحابة صدر .. !

    ردحذف
  2. ااخ حقوقي:
    في الحقيقة لم اضع في ذهني كاتبا معينا لكني استغرب سكوت بعض الكتاب عن منع نشر مقالاتهم واقدم لهم البديل فهل تصدق ان كاتبا مضا عليه نحو ٣٠ سنة في الكتابه ومع ذلك يقال له انت مجاز اسبوعين قبيل استجواب رئيس الوزراء
    وما خفي اعظم

    ردحذف